رسائل شيخ الأزهر.. تجفف منابع التطرف وتشويه الإسلام!
تابعت باهتمام شديد ما يقوله شيخ الأزهرالدكتور أحمد الطيب في برنامجه التليفزيوني المهم الإمام الطيب وتمنيت لو أن الإعلام سلط عليه ضوءًا أكبر وأعطاه حقه في التغطية والاهتمام إمعانًا في توعية الناس بأمور دينهم؛ وبيان ما لهم وما عليهم.. وخصوصًا في العلاقات الزوجية التي أصابها عطب وفساد نراه في تكدس محاكم الأسرة بالمتنازعين..
ولو أن الإعلام فعل ذلك مؤمنًا برسالته ما وجدنا كل هذه الدعاوى لطلب الطلاق أو الخلع؛ ولتحققت فائدة أخرى لا تقل أهمية وهي دحض أسانيد االمتطرفين الذين يتصادمون مع صحيح الدين نتيجة انغلاقهم الفكري وجهلهم بأصول الدين ومذاهب الفقه..
قوامة الرجل على المرأة
وهنا يتراجع التطرف ويتحطم على صخرة العلم الصحيح والفهم المستنير ونقطع الطريق على المتنطعين في الدين الذين يحاولون فرض رؤاهم المتشددة وخصوصًا فيما يتعلق بقضايا المرأة انطلاقًا من جهل بالأحكام الشرعية والآراء الفقهية المعتمدة؛ ذلك أن الجهل بالفقه وأحكام الدين وما افترضه الشرع على الزوجين من حقوق وواجبات على كل طرف تجاه الآخر تسبب في تدمير العلاقات الزوجية وإساءة المعاملة بين الزوجين ورفع معدلات الطلاق في بلادنا التي كانت مضرب المثل في التماسك الأسري والتراحم والتلاحم الاجتماعي.
ما يقوله الإمام الأكبر تجديد ينطلق من رؤية فقهية معتدلة واعية بروح الدين ومقاصد الشريعة مدركة لحركة العصر ومتطلباته؛ رؤية تنتصر لمصالح المجتمع التي هي مدار الشرع وغايته؛ فكما قال الإمام المراغي شيخ الأزهر الأسبق: «قدموا لى أى شىء ينفع الناس وأنا آتيكم بسند له فى الشريعة الإسلامية» وهو ما يطبقه الإمام الطيب بصورة عملية بسيطة وعميقة."
الشيخ الطيب يشتبك مع قضايا عصرية شائكة خصوصًا مايتتعلق بالمرأة التي يتشدق الغرب بأنه أعطاها حقوقها ويحاول الطعن في الإسلام من خلال مفتريات ادعاها بعض مستشرقيه زورًا وبهتانًا بأن الإسلام انتقص من حقوقها ومكانتها أو ظلمها هضم حقوقها خصوصًا في قضايا المساواة والميراث..وهوجهل بحقيقة الدين ومقاصده.
ما يقوله شيخ الأزهر يؤصل للوسطية والاعتدال ويقطع الطريق على طرفي نقيض يسيء كل منهما للإسلام سواء عن عمد ومكر أو عن جهل وانغلاق وضيق أفق ؛ الأول هم الطاعنون في الإسلام من الغرب والآخر هم طائفة من المتشدددين المتطرفين الذين يضيقون الخناق على المرأة ويجعلونها رأس كل خطيئة بلا منطق ولا سند شرعي معتبر.
من المسائل المهمة التي تعرض لها الإمام الطيب مسألة قوامة الرجل على المرأة مؤكدًا أن القوامة تكامل وتعاون بين وظائف ومسئوليات الرجل والمرأة وليس لسيطرة الرجل على زوجته وإهانتها أو إذلالها؛ ذلك أن المفهوم القرآني للقوامة تعرض لسوء فهم انتصر للعادات والتقاليد البالية على حساب النصوص الشرعية..
وفي الوقت نفسه حدد شيخ الأزهر ما يجب على المرأة أن تفهمه من أمر دينها في وجه من يطالبون بالمساواة المطلقة بين الزوجين؛ ذلك أن توزيع المسئولية بالتساوي بين الزوجين من غير أن يستقل أحدهما بالقرار الأخير..هو الهلاك بعينه..
كلمات شيخ الأزهر صيحة تحذير لمجتمع يجهل كثير من بنيه أمور دينهم الصحيح ودعوة للتدبر والتعقل وتصحيح المسار..فهل نعيد النظر والتدبر لاجتهادات الإمام الطيب؟!