رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح.. الدرس الذي نحتاجه في حياتنا!

في إحدى جولاته الميدانية بادره أحد الأطفال بسؤال: هل ممكن أنا أبقى زي محمد صلاح؟.. فرد عليه الرئيس السيسي: إن شاء الله كلكم تبقوا زي محمد صلاح، ولكن لازم عشان تبقي زي محمد صلاح، يجب عليك أن تعرف كيف وصل  محمد صلاح لهذه المرحلة.. المهارة هي الأساس مفيش كلام، لكن اللياقة البدنية هي التي تصنع لاعبًا عالميًا محترفًا..التدريب ثم التدريب ثم التدريب، رياضة وكرة قدم ومذاكرة.


السيسي قال للاعب نادي شربين الصاعد، إنه لا يوجد مستحيل، ومن الممكن أن يكون مثل محمد صلاح، مشيرا إلى أنه يجب أن يقوم بالمزيد من التمارين في المنزل بجانب تمارين النادي.. مؤكدًا أن صلاح نموذج مصري مشرف، ولازم كلكم تقتدوا به، مشيرا إلى أن صلاح رقم عظيم في كرة القدم.

 قصة نجاح صلاح 


رسالة الرئيس واضحة للجميع صغارًا وكبارًا والأهم أن يلتقطها اتحاد الكرة والقائمون على أمر الشباب والرياضة لتغيير واقع الرياضة في مصر للأفضل ، وتحقيق العدالة والاحتراف بصورة علمية لا تحابي أحدًا، ولا تغض الطرف عن أخطاء أحد؛ وأن يكف الإعلام الرياضي عن تغذية التعصب ونوازع الفرقة وتسطيح عقول الجماهير ودفعهم إلى طريق مجهول.


المدهش أننا كمصريين ننجح جدًا كأفراد ونسجل نجاحات تعانق المستحيل في اللعبات الفردية التي لا تلقى معشار ما تلقاه اللعبات الجماعية من اهتمام، ونفقات تصل أحيانًا لحد البذخ والسفه، وخصوصًا في كرة القدم التي تدفع للمدربين واللاعبين الأجانب بالدولار في وقت شدة وشح في العملات الأجنبية..


لو كانت المنظومة الرياضية تدار في مصر بطريقة صحيحة وعلمية وعادلة، لكان عندنا اليوم ألف محمد صلاح، لو كانت الكشافة تعمل بدأب وإصرار لوصلت إلي أطراف القرى والأقاليم وحواري الحارات والأزقة في المدن ولمئات الموهوبين الحقيقيين..

 

ولعل قصة نجاح صلاح ووصوله للعالمية وتسجيله أرقامًا قياسية غير مسبوقة، أهمها أنه الهداف التاريخي لنادي ليفربول وهداف البريميرليج لعدة مواسم متتالية، أكبر دليل على سوء المنظومة الرياضية في مصر، فالنجم المصري لم يقبل أحد الأندية الكبار حين أراد الالتحاق به وتركه ناديه ليسافر ويحترف وخيرًا فعل..

 

الشاهد هنا أن عينًا خبيرة لم تكتشف عبقرية صلاح ولا قدراته الفذة التي وجدت طريقها إلى العالمية في أجواء محفزة ومشجعة على النجاح، وليس تصدير الإحباط والفشل.. والنتيجة أنه لا شيء يحدث بالمصادفة ولا نجاح يتحقق من فراغ.. 

 

فتحديد الهدف هو ضربة البداية والأخذ بالأسباب، وهو ما يعطي درسًا أرجو أن يتدارسه القائمون ليس على أمر الرياضة وحدها بل كل مسئول في موقعه، تدقيق الاختيار واجب.. التمسك بالكفاءات فريضة.. تقديم أهل الكفاءة والقدرة شرط لأي تقدم حقيقي.. كلام الرئيس لفتي شربين وقصة نجاح صلاح فيهما ما يكفي لصنع منظومة رياضية تضع مصر بين الكبار في مكانها المستحق وكفانا عشوائية ومجاملات وسيرًا إلى الخلف!

الجريدة الرسمية