كنز مصر في توسعة مسجد السيدة زينب!
هنا جهد كبير يجرى الآن وفى صمت ودون ضجيج.. أقصد تجديد مساجد السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة.. الخ بعد مسجد الإمام الحسين الذى تم افتتاحه منذ شهور قليلة. لكن أعتقد آن الآوان أن نضيف إلى تجديد المسجد الذى يتم الآن توسعة مسجد السيدة زينب إلى أكثر من ضعف مساحته على الأقل لاستيعاب أعداد المترددين والمصلين خاصة أيام الجمع والأعياد والمناسبات الدينية الكبرى..
فمثلا في مولد السيدة زينب تكتظ الشوارع والحارات والأزقة المحيطة بالمسجد بالزائرين. وأعتقد أن التوسعة المقترحة ستكون مفيدة جدا اقتصاديا وسياحيا بعد خطة التطوير التى اقترحها لتحويل منطقة السيدة زينب إلى عاصمة للسياحة الدينية في قلب القاهرة بعد الترويج السياحى في الخارج بعد استكمال البنية السياحية المهمة في المنطقة.
ورغم البعد الدينى والروحى الذى لا يقارن لكن العائد الاقتصادى الذى يفهمه رجال الاقتصاد سيكون هائلا بعد تغيير شكل المنطقة التى يمكن أن تجذب وحدها أكثر من 10 ملايين سائح سنويا، يأتون لمصر للسياحة الدينية وفى مقدمتها هذه المنطقة بالاضافة إلى توفير مئات الآلاف من فرص العمل.
وسوف يذكرنا التاريخ بما نقوم به الآن مثلما ذكر أنه في العصر العثمانى قام علي باشا الوزير والى مصر من قبل السلطان سليمان بعمارة فيه في سنة 956 هـ/ 1549م، كما قام عبد الرحمن كتخدا في سنة 1174هـ/1761م بإعادة بنائه، وفى سنة 1212هـ/1798م ظهر خلل بالمسجد فقام عثمان بك المرادى بهدمه وشرع في بنائه وارتفع بجدرانه وأقام أعمدته ولم يتم البناء نظرا لدخول الفرنسيين مصر..
وبعد خروجهم منها تم استئناف العمل إلا أنه لم يتم فأكمله محمد على الكبير رأس الأسرة الملكية، ومنذ ذلك التاريخ أصبح مسجد السيدة زينب محل عناية أبناء هذه الأسرة، فقد شرع عباس باشا الأول في إصلاحه ولكن الموت عاجله فقام محمد سعيد باشا فى سنة 1276 هـ/ 1859- 60م بإتمام ما بدأه سلفه وأنشأ مقامى العتريس والعيدروس.
والمسجد القائم الآن أمر بإنشائه الخديو توفيق وتم بناؤه سنة 1302 هـ/1884- 85م وفى عهد الملك فاروق تم توسيع المسجد من الجهة القبلية وافتتح هذه التوسعة بصلاة الجمعة فى 19 من ذى الحجة سنة 1360 هـ/1942م. كما حدث بعض التطوير أيضا عام 1999 وافتتحه الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وأعتقد أن الأوان في عهد الرئيس السيسي أن تتم المرحلة الأخطر ليس في تاريخ هذا المسجد فقط بل تغيير وجه المنطقة كلها ابتداء من مضاعفة مساحة المسجد إلى تحويل المنطقة كلها إلى أكبر مركز جذب سياحى دينى وثقافى.. طبعا هذا التطوير المقترح سيتكامل مع المشروعات الحالية من تطوير سور مجرى العيون وبناء مئات العمارات على الطراز الاسلامى في المناطق العشوائية بالمنطقة.
تطوير منطقة السيدة زينب
وتتميز منطقة السيدة زينب أنها ليست في وسط القاهرة فحسب لكنها مركز السياحة الدينية فى القاهرة الاسلامية ويكفى أن رحلة على الأقدام يمكنك أن تزور خلالها عشرات المقامات لآل البيت بدءا من السيدة زينب ومرورا بالسيدة رقية والسيدة سكينة على سبيل المثال للوصول إلى السيدة نفيسة والسيدة عائشة بالاضافة إلى مقام الإمام الشافعي وعشرات المزارات الأخرى.
وتشمل خطة التطوير التى أحلم بها بشكل مبدئى واقترح وضعها على بساط البحث والنقاش من بعض المحاور المبدئية منها:
أولا: توسعة مسجد السيدة زينب من الناحية الغربية والخلفية خاصة مع وجود مساحات خالية كبيرة يمكن ضمها إلى المسجد بالاضافة إلى بعض المنازل المقامة أصلا على أرض للأوقاف ونتهى إيجارها منذ سنوات، لكن بشرط تعويض الأهالى بمبالغ تتناسب مع ضررهم من الانتقال من هذا المكان أو إقامة وحدات سكنية بديلة مثلما حدث في تل العقارب وغيرها.
ثانيا: تطوير كل المنطقة المحيطة بالمسجد حتى الوصول إلى منطقة أبو الريش وكلها مقامة على أراضى مملوكة للأوقاف حتى الأن لتصبح منطقة سياحية تدر المليارات من الدولارات إذا فتحنا الباب إلى كل من يريد زيارة آل البيت من خارج مصر.
ثالثا: إقامة الفنادق بمستوياتها الفندقية المختلفة والبازارات التى تبيع المنتجات السياحية والمشغولات اليدوية والانتيكات.. الخ والتى يمكن أن تكون منافذ دائمة لبيع منتجات كل مشروعات الحرف والمنتجات البيئية وطبعا كل هذه المنشأت تقام على الطراز المعمارى الإسلامى بحيث يكون المسجد الزينبى في المنتصف وحوله كل هذه المنشآت بشكل جمالى يضفى العبق والرونق على المنطقة كلها.
رابعا: إقامة عمارات سكنية على الطراز الاسلامى لتسكين بعض المتضررين من عملية تطوير المنطقة وتحويل بعض الواجهات للمبانى والعمارات إلى الزخارف الإسلامية لتتناسب مع الطابع العمرانى للمنطقة.
خامسا: تطوير الشوارع المتفرعة من الميدان والمؤدية إلى أكبر تجمع متنوع ونادرولا مثيل له في العالم الإسلامى حيث أكبر عدد من أضرحة آل البيت بالاضافة إلى درر العمارة والحضارة الاسلامية عبر عصورها المختلفة والتى تزدحم بها المنطقة مثل مسجد ابن طولون ووصولا إلى مسجد السلطان حسن والقلعة ومئات المزارات والأسبلة والدرر المعمارية الاسلامية التى لو أحسن تطويرها وترميمها بالاضافة إلى ما تم ترميمه وما يتم ترميمه الآن يمكن أن تكون مصدرا مبهرا لا نظير له في السياحة الدينية.
ويبقى السؤال من أين نأتى بالأموال اللازمة لهذا المشروع الضخم؟ أعتقد أن الإجابة التى أعرفها عند وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.
yousrielsaid@yahoo.com