دعوات رمضانية للبنك المركزى!
يوم الخميس الماضى كان هناك قطاع من المصريين في حالة ترقب لاجتماع لجنة السياسات النقدية للبنك المركزى.. والسبب أنهم كانوا يخشون أن يتخذ البنك قرارا بتخفيض كبير في قيمةَ الجنيه على غرار ما فعل أكثر من مرة على مدى خمسة عشر شهرا كان آخرها فى شهر يناير الماضى..
لم يكن هذا القطاع من المصريين مشغولا برفع سعر الفائدة بقدر اهتمامه بسعر الجنيه.. وهذا يُبين أن ثمة إدراكا بارتباط التضخم بسعر الجنيه الان تجاه العملات الاجنبيةَ.. فكلما انخفض سعر الجنيه زاد التضخم.. ومن تابع تعليقات نشطاء التواصل الاجتماعى سوف يتأكد من هذه الحقيقة.
وبالطبع هذه الحقيقة يدركها البنك المركزى وكل من يشاركون في ادارة اقتصادنا، ومع ذلك هم ينتهجون ما يطلق عليه سعر الصرف المرن التى التزموا بها في الاتفاق مع صندوق النقد الدولى.. وها هى أعداد متزايدة من المواطنين صاروا يدركونها ويتحسبون لها ويتخوفون من اثارها عليهم التى خبروها في زيادة معدل التضخم..
وهذا يفسر الترقب الواسع لاجتماع لجنة السياسات بالبنك المركزى ودعوات نشطاء التواصل الاجتماعى أن يترفق البنك المركزى بِنَا فى شهر الصيام.. غير أن البنك المركزى يجد نفسه مضطرا لتخفيض الجنيه للمحافظة على احتياطياتنا من النقد الاجنبى في ظل وجود الفجوة التمويلية من النقد الاجنبى، وهو ما التزم به في اتفاق الصندوق أيضا.
ومادام كثير من المواطنين يفهمون سبب الداء فإنهم سوف يتفهمون ضرورة الدواء، والذى يقتضى إجراء تخفيض فى انفاقنا من النقد الاجنبى، بوقف استيراد كل ما نقدر على الاستغناء عنه من الخارج، نظرا لآن زيادة مواردنا من النقد الاجنبى يحتاج لوقت ولذلك لا مبرر للتباطوء في هذا العلاج.