اللعب بالنار!
إذا كان قانون العقوبات قد فرض عقوبة قاسية لحيازة الألعاب النارية كالصواريخ والبومب وما شابه ذلك وهي السجن المؤبد أو المشدد لكل من حاز أو استخدم أو استورد أو قام بتصنيع هذه المواد الخطرة التي تنشر الفزع وتقض مضاجع المرضى والمسنين.. فكيف تسلل كل هذا الكم المهول من الألعاب النارية إلى أيدي الأطفال في شوراعنا خصوصًا في رمضان الذي صار موسمًا نشطًا ومربحًا لبائعي تلك الألعاب..
والسؤال: هل يجري استيراد الألعاب النارية من الخارج.. فإذا كان ذلك كذلك فتلك مصيبة؛ ذلك أن البلد يعاني صعوبة كبيرة في تدبير العملات الصعبة وعلى رأسها الدولار لاستيراد السلع الإستراتيجية ومدخلات الإنتاج التي من شأنها دوران عجلة الاقتصاد وتوفير احتياجات السوق المحلية من المنتجات الضرورية..
خطر الألعاب النارية
وإما أنها جرى تهريبها بليل وهو ما يعني غياب الرقابة.. وإما أنها يجري تصنيعها في الداخل وهنا المصيبة أكبر؛ فكيف يسمح لشرذمة منتفعين أن يتاجروا في الخطر ويتسببوا في نشر الرعب وارتكاب جرائم قد تؤدي لإصابة بعض الأبرياء بجروح وتشوهات بسبب لعب العيال!
وحسنًا فعلت إحدى النائبات حين تقدمت بطلب إحاطة، إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، بشأن انتشار ظاهرة استخدام الألعاب النارية، خصوصا في شهر رمضان.
النائبة أكدت في طلبها أن ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات واحدة من الظواهر السلبية التي تنتشر في بلدنا، ويزداد الإقبال عليها والطلب عليها واستخدامها لاسيما في المناسبات مثل الأعياد وشهر رمضان، على الرغم من خطورتها.
ومن المعلوم أن خطر الألعاب النارية لا يقتصر على مستخدميها فقط بل يطال الآخرين الموجودين في محيط استخدامها، لما تسببه أحيانا من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة، كما تحدث أضرارًا في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، إضافة إلى التلوث الضوضائي.
وللأسف صار استخدام الألعاب النارية عادة سلوكية سيئة سكت عنها المجتمع وغض الطرف عنها فأقدم عليها بعض الأطفال ليلحقوا الأذى بالآخرين ويعكروا حياتهم مما يقوض راحة الناس وسكينتهم ويثير الرعب والذعر في الشوارع والأسواق، خاصة في الأماكن المزدحمة.
فإذا كانت الأرقام المعلن عن ضبطها من الألعاب النارية جاوزت المليونين في بضعة أيام في القاهرة والفيوم على سبيل المثال فكيف يكون الحال ببقية المحافظات.
وليتها كانت ألعابًا تنمي ذكاءً أو تصقل شخصية الطفل لكنها للأسف تنمي غريزة العنف وتعود الأطفال على الاستهانة بمشاعر الآخرين، وإطلاق نفير الإزعاج والقلق ونشر رائحة البارود في الشوارع ليختنق بها المارة، الأمر الذي يجعل من تحرك الحكومة والجهات المعنية فريضة لحماية الناس من تلك الجرائم والحفاظ على حرمة الشهر الكريم.