رئيس التحرير
عصام كامل

سفراء الإنسانية

إذا أراد إنسان أن يدرك كم النعم التي تحيط به، وعناية الله التي تغلف حياته، فعليه أن يتلمس حياة مرضى الأمراض المزمنة، هؤلاء الكرام الذين امتحنهم الله سبحانه في أجسادهم فصبروا على قضائه.
اختارنى أحد الأصدقاء الكرام، لكي أبدأ معه رحلة البحث عن مركز للغسيل الكلوي، يلقى فيه الرعاية الطبية الكاملة لهذا الداء العضال الذي أصابه.. 

والأهم من ذلك الرعاية النفسية الجيدة لمريض فشل كلوي خارت قواه، وبات يبحث عن الكلمة الطيبة الودودة، والمعاملة اللائقة، مقدمة على فوهة خراطيم الغسيل.


وبعد بحث مكثف بين عدة مراكز مرتفعة الأسعار ولا يوجد بها الاهتمام الكافي بالجانب النفسي، وجدنا ضالتنا في مركز صناع الحياة للغسيل الكلوي في منطقة المرج الجديدة شرق القاهرة، وكانت بداية التعرف إلى قلوب من ذهب، أدركت رسالة الإنسانية، أن الله سخرها لخدمة أصحاب هذا المرض المزمن، فتحملت تلك القلوب المسؤولية أمامه سبحانه في إيصال أمانة العلم، وفي سبيل راحة المرضى.


أخذ فريق المركز على عاتقه من أطباء وتمريض وموظفين وعمال، أن يكونوا جميعا سفراء الإنسانية الحقة، وكأنه دستورا صارما عنوانه راحة المرضى فقط، بداية من فريق الاستقبال وهو السطر الأول للتعارف الذي يتعامل مع استفسارات المرضى بكل ود وسعة صدر بالغة، واستعداد لتقديم يد المعاونة في أى شئ حتى لو كان في الإمكان تقديمها خارج المركز، بلا أي مقابل، ابتغاء وجه الله أولا، ثم الوفاء بعهد الإنسانية الحقة، التي توجب أن يكون الإنسان سندا لأخيه الإنسان، أيا كان دينه وجنسه وعرقه.

 


كان لزاما علي أن أتقدم بالشكر لفريق هذا المركز المحترم، الذي يعمل بلا كلل، من أجل راحة أجساد كريمة انهكتها ماكينات الغسيل، وباتت تتلمس الروح الطيبة التى تشيع البهجة والرحمة والدفء، فتعطى إحساسا وكأن المرضى وسط أهلهم وأسرهم، فكل الشكر والمودة لنماذج مصرية أصيلة مازالت قلوبهم عامرة بالرحمة والخير.

الجريدة الرسمية