ايقاظ الحوار
نحن نحتاج الآن وبشكل ملح ايقاظ الحوار الوطنى، ليس فقط لان الإعداد والتحضير لهذا الحوار استغرق وقتا طويلا اقترب من العام، وإنما لان هناك مستجدات تدعو للاسراع بإتمام وانجاز هذا الحوار الذى يستهدف التوصل إلى توافق وطنى واسع حول الخطى الوطنية فيما هو قادم من السنوات..
وأبرز هذه المستجدات ما يقوم به الإخوان لاختراق القوى الوطنية، وهذا ظهر بجلاء فى الطريقة التى يتناول بها الإخوان الانتخابات الرئاسية المقبلةً المقرر أن تتم العام القادم، من خلال نثر الشائعات حولها وحول القوى المدنية وموقفها منها..
ويزيد من الحاجة إلى تحريك عجلات قطار الحوار ليتحرك من محطة الإعداد والتحضير ويمضى في طريقه ومساره إننا نعيش أزمةَ اقتصادية صنعت لنا تضخما كبيرا بات يضغط بشدة على الأغلب الأعم من المصريين، وبالتالى يؤثر على مواقفهم المختلفة ورؤاهم..
فضلا عن أن طول الانتظار لبدء تحرك قطار الحوار من محطة البدايةَ يمكن أن يصيب المدعوين للمشاركة فيه بالملل يشعرهم بعدم جدية القائمين عليه مما قد يؤدى إلى تراجع حماسهم.. ويمكننا ملاحظة ذلك بمقارنة حماس القوى التى شاركت في التحضير والإعداد لهذا الحوار الوطنى وبين حماسها الان.
لقد استغرقنا وقتا طويلا في التحضير والاعداد لهذا الحوار الوطنى وفرغنا من تحديد القضايا والعناوين العامة والتفصيلية التى سوف يتناولها هذا الحوار وشكلنا لجانًا نوعية واخترنا مقررين لها.. وبالتالى لم يعد هناك ما يدعوننا للانتظار أطول من ذلك حتى نبدا حوارنا المنشود.. وإذا كان شهر رمضان ليس مناسبا لبدء الحوار فليكن ذلك بعد عيد الفطر مباشرة دون أى تأخير او إبطاء.
إن العالم يتحرك من حولنا والأزمة الاقتصادية العالمية تشهد مستجدات إضافية، والإخوان في حوزتهم المال الغزير الذى ينفقونه على مؤامراتهم لاستعادة الحكم وعلينا حماية جبهتنا الداخلية وسط هذا كله.
