لا تستفزوا الفقراء !
ردا على سؤال لمذيعة هل تكلف فرحه مليونى جنيه رد عليها مصححا إنه تجاوز ضعف هذا الرقم في تكلفته.. المثير أن ذلك قيل في وقت يشكو الناس من الغلاء وقسوته خاصة بالنسبةً للغذاء الذى تضاعفت أسعاره تقريبا طبقا للتقديرات الرسمية، وأيضًا في وقت نتسابق فيه في مد موائد الرحمن وإعداد الملايين من كرتونة رمضان لتقديمها لمن يحتاجون مد يد العون لهم!
إن هجوم الغلاء الذى نتعرض له لابد وأنه أدى إلى سقوط أعداد تحت خط الفقر، وذلك قياسا على ما حدث من قبل بعد تحرير سعر الصرف عام 2016، حيث زادت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر بعدها من نحو 28 إلى 32,5 في المائة من السكان واحتاج تخفيض هذه النسبة إلى 29 في المائة بعدها بسنوات جهودا كبيرة كان من أبرزها مشروع حياة كريمة..
وهؤلاء الفقراء كما يحتاجون تخفيف عبء الغلاء عن كاهلهم، فإنهم يحتاجون بعض الفطنة في التعامل معهم، تجعلنا نحرص على مشاعرهم وذلك بتجنب استفزازهم بمظاهر استهلاكية مغال فيها.
وتأتى المطابخ التليفزيونية وبرامج الطبخ واحدة من مظاهر هذا الاستفزاز للفقراء، لآن أبسط طبخة تقدم في هذه البرامج مكلفة وتكلفتها تفوق قدرات الأغلب الأعم من المشاهدين.. وبذلك نحن لا نفيدهم وإنما نستفزهم ، بينما هم في أمس الحاجة لمن يخفف عنهم وطأة ما يعانونه.
وذات الأمر ينطبق على الإعلانات التليفزيونية أيضا بما فيها الإعلانات التى تحث الناس على التبرع ، بينما هم يحتاجون لمن يتبرع لهم!