هل نسى البنك المركزى؟!
عندما تحدث محافظ البنك المركزى أمام المؤتمر الاقتصادى الذى عقد في شهر أكتوبر من العام الماضى أكد أنه سوف يتم إنهاء ربط الجنيه المصرى بالدولار الأمريكى.. ومرت الشهور دون أن تتخذ خطوة واحدة في هذا الصدد..
بل إننا نسمع من مصادر قريبة من إدارة البنك المركزى تبريرات للتراجع عن فك ارتباط الجنيه بالدولار بدعوى أن معظم تعاملاتنا التجارية تتم الآن بالدولار الأمريكى..رغم أن أمريكا ليست الشريك التجارى الأول لنا وإنما أوروبا التى لها عملتها الخاصة وهى اليورو، ورغم أننا توصلنا إلى اتفاقات مع كل من روسيا والصين للتعامل بعملاتهما وعملتها وليس بالدولار الامريكى.
وهذا يعطى انطباعا بأننا ندافع عن الدولار الأمريكى في وقت تتصاعد فيه جهود صينية وروسية تسعى لإنهاء هيمنته على الأسواق النقدية العالمية، وتلقى هذه الجهود تجاوبا عالميا.. وإذا استبعدنا مؤقتا التداعيات السياسية لمثل هذا الانطباع فإننا لا نستطيع استبعاد التداعيات الاقتصادية التى سوف ترتب لنا فوائد إذا انتهت هيمنة الدولار الأمريكى..
فنحن بسبب ارتباط عملتنا بالدولار الأمريكى جنينا فقط تراجعا في قيمتها تجاه كل العملات الدولية، دولار ويورو وين وجنيه استرلينى، بل وكل العملات العربية.. وبسبب هذا التراجع ساهمنا في زيادة عجز واختلال الموازنة والاخطر زيادة معدل التضخم والغلاء حتى بلغ 40 في المائة.
وهنا نسأل.. هل كان ما أعلنه محافظ البنك المركزى أمام المؤتمر الاقتصادى حول فك ارتباط الجنيه بالدولار جادا أم كان مجرد تجاوب اقتضته الضرورة لما طرح داخل المؤتمر؟ ونسأل أيضا هل كان المؤتمر الاقتصادى هدفه التوافق على خطة لتجاوز الأزمة الاقتصادية أم كان هدفه أمرا آخر مختلفا غير ذلك؟ وإذا كان البنك المركزى نسى ما التزم به محافظه أمام المؤتمر الاقتصادى فإن الناس مازالوا يتذكرون.