نور الشريف: حكاية ميم وجيم ودال؟!
أعزائي القراء الذين يشرفونني بمتابعة مقالاتي ويسعدونني بتعليقاتهم الموضوعية والمحفزة لي جدًا، خاصةً سلسلة المقالات الأخيرة التي فتحت خلالها خزينة أسرار وذكريات ونوادر صديقي الراحل العظيم الأستاذ نور الشريف الشيقة والمثيرة والمعلمة والتي خصني وشرفني بسردها على حضراتكم.. مقال اليوم هو آخر هذه السلسلة قبل حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا بالخير والبركات وتقبل مني صالح الاعمال وأعاننا على صيامه..
حيث سيكون بطبيعة الحال لأعمال ونجوم رمضان نصيب الأسد في التناول والحديث والتحليل، على وعدٍ باستكمال هذه السلسلة فيما بعد إن شاء الله، وفي مقال اليوم يحكي لي ولكم الأستاذ نورالشريف عن ثلاثة فنانين من الزمن الجميل، كان لهم أثر كبير ومكانة خاصة لديه، لا سيما في بداياته الفنية التي لم تكن بالسهولة التي حظي بها أغلب الفنانين من الأجيال اللاحقة والحالية.
سراب ماجدة
يقول الأستاذ نور الشريف في البداية: سأتناول هذه المرة حكاياتي مع ثلاثة فنانين من العيار الثقيل لهم تاريخ فني حافل وهم.. ماجدة الصباحي وماجدة الخطيب ومجدي وهبة، الذين عندما نظرت إلى أسمائهم وجدت ويا لدهشتي أن هناك ثلاثة حروفٍ مشتركةٍ بين هذه الأسماء، وهي الميم والجيم والدال!
وإذا جمعنا هذه الحروف الثلاثة في كلمة واحدة سنجد أنها مجد، ومن المؤكد أن ثلاثتهم حققوا مجدًا كبيرًا بالفعل في مشوار حياتهم الفنية، وأثروا في الناس بشكل كبير وعاشوا ومازالوا في وجدانهم، ولكن لماذا تذكرت أنا هذه الأسماء الثلاثة؟ لأن لكل واحدٍ منهم فضلًا كبيرًا، ومكانةً مهمةً في مسيرتي الفنية.
فالفنانة الكبيرة ماجدة الصباحي وهي أحد الرموز المؤثرة في تاريخ السينما المصرية والعربية كممثلة وكمنتجة أيضًا، أتاحت لي فرصةً نادرةً جدًا وأنا في بداياتي الفنية الأولى، عندما اختارتني لمشاركتها بطولة فيلم السراب، رائعة صاحب نوبل نجيب محفوظ، من إنتاجها عام 1970، مع العظماء رشدي أباظة وعقيلة راتب وتحية كاريوكا..
حيث جسدت شخصية كامل روبة لاظ، وهذا الفيلم الذي يعد من أجرأ الأفلام في تاريخ السينما المصرية وضعني على طريق البطولات السينمائية، ولهذا عندما طلبت مني الفنانة القديرة ماجدة الصباحي بعد هذا الفيلم بشهور قليلة أن ألعب دورًا صغيرًا في فيلم زوجة لخمسة رجال من إنتاجها أيضًا وبطولتها مع رشدي أباظة وعماد حمدي لم أتردد في القبول لحظة واحدة عرفانًا مني بفضلها علي.
أول حبيبة في السينما
الصديقة العزيزة جدًا ماجدة الخطيب رحمها الله كانت شريكتي في التمثيل في أول أفلامي، قصر الشوق عام 1967، ثاني ثلاثية نجيب محفوظ وإخراج مخرج الروائع حسن الإمام، وكانت بذلك صاحبة أول قصة حب لي على شاشة السينما حتى لو كان من طرف واحد!
حيث إنها في الفيلم تخلت عني وتزوجت شابا ثريا من طبقتها وهو الدور الذي لعبه حبيبي وصديقي سمير صبري، ولقد أسعدني الحظ بالعمل مع الموهوبة جدًا ماجدة الخطيب في العديد من الأفلام الجيدة وبعض هذه الأفلام من إنتاجها مثل.. توحيدة، صور ممنوعة، الهروب من الخانكة والأخير كان نوعًا من رد الجميل لها حيث لم أتقاض عنه أجرًا لأنها رفضت تقاضي أجر مني عندما شرعت في إنتاج فيلم حبيبي دائمًا مع رفيقة حياتي بوسي عام 1980.
زميل الدراسة
آخر الثلاثة الذين أتحدث عن فضلهم علي في مشواري الفني خاصةً في البدايات هو زميل الدراسة والدفعة 1967 والصديق الرائع الطيب الراحل مجدي وهبة الذي شاركني عددًا كبيرًا من الأفلام الناجحة منها.. كلمة شرف بطولة العظيم فريد شوقي، الشياطين بطولتي مع الحبيبين محمود ياسين وحسين فهمي، المرأة الأخرى مع الجميلتين ميرفت آمين ونبيلة عبيد.
وفيلم يمهل ولا يهمل مع الملك فريد شوقي، الوحل مع القدير كمال الشناوي، المطارد مع سهير رمزي، لهيب الانتقام مع لبلبة، ضربة شمس مع نورا وإخراج محمد خان وهذا الفيلم كان في بداياتي كمنتج سينمائي وبالتحديد ثاني فيلم من إنتاجي بعد دائرة الانتقام، وفيه رفض صديقي المخلص الشهم مجدي وهبة بشدة أن يتقاضى أجرًا ورحل عن حياتنا دون أن أرد له الجميل رحمه الله.
بعيدًا عن ذكريات الأستاذ نور الشريف وعن الفن وسنينه، اسمحوا لي أن أتقدم بالتهنئة للزملاء.. الذين فازوا في انتخابات نقابتنا التي أجريت أمس والتي نطمح أن تسترد عافيتها وقوتها المفقودة منذ عدة سنوات.. خالد البلشي نقيبًا وعبد الرؤوف خليفة وهشام يونس ومحمد يحيى يوسف وجمال عبد الرحيم ومحمد الجارحي ومحمود كامل أعضاءً.