نصب هوج بول!
صفحات الحوادث في الصحف والمواقع الإلكترونية امتلأت في الآونة الأخيرة بمصطلح دخيل على ثقافتنا وقيمنا وهو المستريح الذي يعبر عن حالات نصب وسلب للأموال بطرق مختلفة استشرت في مجتمعنا لتلخص مشهدًا بائسًا يعكس قلة الوعي وضعف الوازع الأخلاقي والطمع والجشع الذي يسوغ للنصابين أكل الناس بالباطل رغم النهي القرآني الصريح عن هذا الأمر بقوله تعالى: "وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ".
المستريح الإلكتروني أحدث طبعات النصب؛ حيث يمتلك هذا المستريح، كغيره، قدرات خاصة في إقناع الناس وخداعهم بتوظيف أموالهم حتى يسلموها له طمعًا ورغبًا؛ في ظاهرة اجتماعية خطيرة هي نتاج علاقة بين طرفين أحدهما وهو الضحية الذي يعميه طمعه في الربح السريع عن رؤية الحقيقة المرة التي تنتهي بضياع تحويشة العمر والندم بعد فوات الأوان..
وثمة حالات كثيرة وقعت فريسة ل المستريح العادي أو الإلكتروني الذي يجمع أموالًا طائلة بطرق الإغراء بالمكسب الكبير والسريع الذي يفوق حتى عوائد أو فوائد الوداع في البنوك.
مستريح إلكتروني
هوج بول Hogg Pool تطبيق إلكتروني تصدر حديث السوشيال ميديا في الأيام الأخيرة؛ ليضيف فصلًا جديدًا في ظاهرة المستريح لكن بطريقة إلكترونية أو عصرية جذابة، وهو ما يضيف للظاهرة بعدًا جديدا يقتضي من علماء النفس والاجتماع والاقتصاد التصدى لها، ليجيبوا بطريقة علمية عن سؤال مهم:
لماذا يلجأ الناس للنصابين المستريحين بينما يمتنعون عن ضخ أموالهم في مشروعات استثمارية حقيقية تدر عائدًا مشروعًا لهم وتحقق في الوقت ذاته الغاية المرجوة من المال الذي جعله الله وسيلة لتحقيق مصالح العباد؟!
ولماذا لا تتصدى الحكومة والمجتمع المدني لهذه الظاهرة المتنامية سواء بتوعية المواطن أو حثه ودعمه وتسهيل الإجراءات اللازمة لإقامة مشروعه الخاص الذي يخلق فرص عمل ويسهم في توليد ثروات حقيقية وقيمة مضافة تحقق الاستقرار والرخاء للمجتمع؟!
أما قضية هوج بول فهي جريمة نصب إلكتروني ارتكبتها شبكة إجرامية يتزعمها أجانب ومعهم مصريون استغلوا هذا التطبيق في النصب على المواطنين بزعم استثمار أموالهم لتحقيق أرباح يومية باستخدام التطبيق سالف الذكر إلا أن الضحايا فوجئوا بغلق التطبيق عقب الاستيلاء على أموالهم التى بلغ إجماليها نحو19 مليون جنيه المدهش أن المقبوض عليهم اعترفوا بجريمتهم وأن ثقافة الطمع وراء ارتكابهم لها، وأنهم اتخذوا من فيلتين في القاهرة وكرا لنشاطهم الإجرامي وقد وعدوا المواطنين بفوائد ضخمة فانهالت عليهم الأموال عبر 9 آلاف محفظة الكترونية.. تخيلوا!
مثل هذه الجريمة كاشفة لأمور عديدة أهمها غياب الوعي والانسياق خلف تطبيقات مجهولة في الفضاء الإلكتروني وهو ما يجعلنا ندق ناقوس خطر للحذر عند التعامل مع مثل تلك المواقع الإلكترونية ومن النصابين المحتالين الذين يملكون من الحيل وأساليب الخداع ما ينطلى على كثير من الغافلين.. فاحذروا يا أولى الألباب؟!