رئيس التحرير
عصام كامل

المهم الكيان!

نسمع هذه العبارة منذ وقت تتردد كثيرا.. نسمعه حينما نطالب بالحفاظ على نادٍ، كما نسمعه عندما نطالب بالحفاظ على دولة.. والغريب أننا نسمعه من البعض وكانه أمر منفصل عن الناس، رغم أن الكيان، أيّ كيان يتكون من لحم  ودم، أي من بشر أساسا.. البشر هم أساس أي كيان، بما فى ذلك الكيان الكبير وهو كيان الدولة.

 

فإن التعريف المعتمد في علم السياسة للدولة هو مجموعة من البشر يعيشون على مساحة من البشر يدير أمورهم حكومة.. لكننا للأسف الشديد نتناسى هذه الحقيقة ونتعامل مع الدولة وكأنها كيان منفصل عن الناس، رغم أن الناس هم العنصر الأساسي فيها، مثلما هم العنصر الأساسي في كيان آخر أصغر، مثل النادي أو القبيلة أو الجمعية أو النقابة أو الحزب أو حتى الشركة والمؤسسة.. 

 

بل إن البعض اعتاد أن يطلق على الحكومة مصطلح الدولة وهو لذلك يلغي العنصر الأساسي فيها وهو الناس أو المواطنين أو الشعب الذي لا تتكون الدول بدونه!

 
وهذا التجاهل للناس ونحن نتحدث ونتعامل مع الكيانات المختلفة يجعل من يمارسه يتعامل مع الناس وكأنهم مفروض عليهم دوما واجبات وليس لهم حقوقا يتعين على من يدير الكيان -أي كيان- أن يراعيها ويوفرها لهم، ونجاحه يقاس دوما بما يحققه من نجاح في هذا الصدد.

 
إننا عندما نتحدث عن الحفاظ على نادٍ مثلا فنحن نتحدث عن ناسه، سواء كانوا لاعبيه أو أعضاءه أو مشجعيه.. وذات الأمر ينطبق على حديثنا ونحن نتحدث عن نقابة أو حتى جمعية أهلية حتى نصل إلى الكيان الأكبر وهو الدولة.. إن الناس في أي كيان هم العنصر الأساسي والأهم في أي كيان..

 

ولذلك عندما تتحدث عن النهوض بأي كيان فلا يتم ذلك إلا بالنهوض والارتقاء بناسه أساسا.. الدول لا ترتقي وتتقدم إلا بتقدم ناسها أو مواطنيها وشعوبها.. ولذلك عندما نقول المهم هو الكيان، فهذا يعني أن المهم هو ناس هذا الكيان.  

الجريدة الرسمية