رقص مدعوم !
جاءت من راقصة ولم تأت من تاجر أو مستورد أو منتج أو حرفي أو مهني!.. فقد أعلنت راقصة مشهورة أنها لن ترفع أسعار رقصها في الحفلات مراعاة لظروف الغلاء الذي تعاني منه البلاد!.. أي أنها قررت أن تقدم دعما لخدمة الرقص التي تقوم بها حتى لا يقتصر الدعم فقط على سلع بطاقات التموين والخبز!
وبغض النظر عن أن تلك الراقصة اعتبرت خدمة الرقص من الخدمات الأساسية والضرورية التي يحتاجها المواطنون كخدمة الكهرباء التي أجلت الحكومة زيادة أسعارها لمدة عام، فأنها فعلت ما لم يفعله منتجو ومقدمو السلع والخدمات المختلفة الذين سارعوا لزيادة الأسعار، كل أسعار السلع المتداولة في الأسواق والخدمات المختلفة، ومنها ما لم يتأثر لا بالتضخم العالمي ولا بانخفاض قيمة الجنيه وارتفاع سعر الدولار لأنه لا يستورد من الخارج كما هو الحال بالنسبة للأرز الذى نحقق فيه اكتفاء ذاتيا ومع ذلك التهبت أسعاره!.
هذه الراقصة لم تفعل مثل بعض المنتجين والمستوردين والتجار الذين اتفقوا وتوافقوا معا في سلوك احتكاري صارخ على رفع الأسعار بدعوى تعويض النقص في أرباحهم الذي حدث لانخفاض المبيعات.. ولم تفعل أيضا مثل المهنيين والحرفيين بدء من الأطباء حتى السباكين، الذين سارعوا أيضا لزيادة أسعار الخدمات التي يقدمونها حتى يواجهوا بدورهم الغلاء ولا تنقص دخولهم الحقيقية!.. إنما قررت راقصتنا أن تتحلى بالمسئولية المجتمعية تجاه مواطنيها وأن تثبت أسعار رقصها لأنهم يعانون بما يكفى من الغلاء الشديد!
وربما يشجع ما فعلته راقصتنا الشهيرة بقية زميلاتها ليس فقط على محاكاتها فيما فعلته وإنما لتخفيض أسعار الرقص في البلاد.. وإذا حدث ذلك ستكون سابقة أن ينخفض سعر ما في زمن التضخم والغلاء!.. أما إذا شجع ذلك أحد من منتخبنا ومستوردينا وتجارنا ومهنيينا وحرفيينا على تخفيض الأسعار وقتها سوف تستحق هذه الراقصة منا التكريم!