رئيس التحرير
عصام كامل

المغفلون.. والدواجن والتاريخ الذي يعيد نفسه!

التاريخ يعيد نفسه.. حتي في الدواجن كما السياسة.. لا فرق! في ديسمبر 2016 لمن يتذكر.. حدثت أزمة دواجن كبرى.. ربما لن يصدق البعض أن أسبابها كانت: دخول فصل الشتاء.. الأعلاف.. الدولار.. ارتفاع أسعار اللحوم! 

 

ولأن مصر بدأت التخلص من نظام التسعيرة الجبرية منذ أواخر السبعينيات لذا كان من الصعب أن تنقلب الدولة في 2016 علي قوانين ورثتها ووقعت أنظمة قبلها علي اتفاقيات التجارة العالمية.. فحاولت عبر عدة قرارات التخفيف من الأزمة خصوصا أن الفارق بين الانتاج والاستهلاك من 10 إلى 15٪ وهي فجوة بسيطة يمكن تداركها.. فقررت -لمن يتذكر- إلغاء الجمارك علي الأعلاف وعلي استيراد الدواجن من ديسمبر حتي مايو.

 

ومع ذلك لم تتأثر الأسعار، لنكتشف أن هناك أباطرة في السوق لا يرحمون ولا يقبلون برحمة الله.. ولذلك لا يعرفون العيش إلا وسط إحتكاراتهم الكبري يفضلون الخسارة عن ضياعها.. ولذلك انتهي قرار رفع لجمارك عن الأعلاف إلي لا شي.. وبقي ارتفاع أسعار الدواجن كما هو!

الحل الأخير


الحكومة لجات إلي الحل الأخير.. استيراد كميات كبيرة من الدواجن ليس فقط لسد الفجوة وإنما أيضا إلي زيادة المعروض في السوق عن الطلب حتي يؤثر ذلك في الأسعار.. فماذا حدث؟! 

سرت إشاعة -لمن يتذكر- أن صفقة الدواجن لمصلحة رجل الأعمال أحمد الوكيل وكان رئيسا للغرف التجارية حمله الناس ومعه الغرف التجارية مسئولية إرتفاع عدد من السلع الغذائية وقتها وكانت الإشاعة -علي هذا النحو- محاولة لتشويه قرار الاستيراد فلم تكن الصفقة له.. 

 

حتي أرادوا التسخيف من الأمر فقالوا أن إحدي الشركات استوردت شحنة ضخمة بلغت 147 ألف طن! في محاولة لتوجيه الإنطباع علي عملية الإستفادة من الإعفاءات بينما كانت الصفقة لا تزيد عن  70 طنا فقط -من 147 ألف في الإشاعة- وتحديدا لصالح شركة "ميدي تريد" وصلت وقتها من أوكرانيا على سفينة اسمها "مارثا" ثم بدأ من بعدها بالفعل السيطرة علي الأسواق وتراجع الأسعار تدريجيا!

 
فشلت -إذن- كل محاولات وقف إستيراد الدواجن فكان الحل الأخير بحملة ضخمة تصور الأمر أن الحكومة تتآمر علي صناعة محلية، وإنها ستسبب في تجويع ٣ ملايين مواطن يعيشون عليها! ثم ما تلاها من اتهامات في إعلام الشر حول دور بعض الجهات الرسمية في الأمر! هذا هو نفسه ما يحدث اليوم تقريبا!


الآن نقول.. إما نتصدى للجشع بكل الطرق وحتى إيجاد حلول جذرية.. أو نترك الجشعين واللصوص يفعلون ما يشاءون.. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين كما يقولون.. وفرق كبير بين المؤمن والمغفل.. بعض المغفلين يدمنون أن يتلاعب بهم إعلام الشر وإعلام الإستغلال ويوجههم كيف شاء.. وأني شاء.. حتي ضد مصالحهم.. وحتي ضد أنفسهم!

الجريدة الرسمية