وهم سرية زيارة بايدن لكييف!
هل غامر أمس الرئيس بايدن فعلا بزيارته أوكرانيا أمس؟ هل كانت فعلا الزيارة سرية ؟! أم أن الأمر أعمق من ذلك؟ بالطبع زيارات رؤساء الدول العظمي لها ترتيباتها الخاصة، بداية من التأمين الذي يسبق زيارات الرؤساء بالمعلومات وبالتواجد على الأرض قبل الزيارة بأيام، وهذا التواجد على الأرض من عدة أجهزة تتداخل في عملياتها لمزيد من التأمين..
ومن هذا إلي نوع الطائرة.. وبايدن -مثلا- يستعد بطائرة جديدة.. وطبقا لموقع ديفنس وان، فإن الطائرة الجديدة للرئيس الأمريكي والتي ستدخل الخدمة قريبا أغلى قليلا من الحالية، وتزيد تكلفتها عن ٥ مليارات دولار! حيث يسمونها بيت أبيض طائر..
وطبقا أيضا لموقع سيمبل فلاينج المتخصص في الطيران، فالطائرة لديها منظومة دفاعية مستقلة وتتكون من ثلاثة أدوار وتقترب مساحتها من ٤٠٠ متر، ولديها عند الطوارئ كافة إمكانيات الحياة لفترة طويلة من الوقت والتزويد من الجو والقدرة على الاتصال بأي مكان، ومن داخلها يحتفظ الرئيس بالحقيبة النووية! بشفرتها المهمة والسرية..
الزياة بعلم موسكو
وبالتالي من المستحيل أن تتم زيارات لأماكن قصف وقتال وغارات وحروب بغير تنسيق على أعلى مستوي، لأن أي انزلاق يهدد حياة الرئيس الزائر من الطرف الآخر -في مثل الحالة الحالية- تعني حربًا عالمية مباشرة وفورية! وكلنا نعرف حجم التنسيق في ساحات صراعات أخرى كالحرب في سوريا وهي درجة أقل في المواجهة الروسية الأمريكية من أوكرانيا ومع ذلك يوجد تنسيق على أعلى مستوى حتي في الطلعات الجوية تفاديا للصدام!
ولذلك تكون المجازفة بالسرية هو الخطر نفسه أمام احتمال واحد وهو أن الزيارة كانت بعلم وموافقة موسكو عليها!
سيقول البعض.. لكن بايدن وصل كييف بالقطار.. فهي سرية إذن؟ ونقول: ساحة القتال بين روسيا وأوكرانيا ليست تحت سيطرة الجيش الروسي وحده هناك قوات أخري مثل قوات فاجنر وهي غير نظامية ولها خططها وقياداتها، وهناك قوات داعمة مثل القوات الشيشانية ولها ميدانيًا حركتها وتوجد القوات الأوكرانية ومرتزقتها، واستخدام طائرة في الوصول إلي كييف صعب لعدم وجود ضمانة للهيمنة علي كل المتحاربين والخطأ وارد، بالتالي كان الوصول بالقطار بعد ركن لطائرة في بولندا هو الحل الأمثل والأكثر امانأ!
لكن الأهم من محاولة تحويل الزيارة إلي عملية أسطورية معقدة وصفعة لروسيا هو دلالتها.. إذ إن الحرب وهي في مفترق طرق وتدخل مرحلة جديدة بدخولها لعامها الثاني والروس علي أبواب باخموت المفصلية التي تتحكم في ممرات المعارك، يقدم الرئيس الأمريكي دعما معنويا وتسليحيا هائلا للرئيس الأوكراني، ربما لا مثيل له في كافة حروب النصف قرن الأخير من عمر الكوكب، عدا الدعم الأمريكي لإسرائيل في حرب أكتوبر، وهذا يعني انتهاء كل فرص مبادرات السلام الحالية واستمرار القتال بدعم لا نهائي وبتوجيه أمريكي مباشر بل ومن رأس الإدارة الآمريكية نفسه!