رئيس التحرير
عصام كامل

الكوميديا السوداء في التقديم للثانوية العامة!

في الماضي كنا نقوم بأنفسنا نحن الطلاب وفي إحدى الحصص الشاغرة بملأ استمارات التقدم لأداء امتحان الثانوية العامة.. لم تكن المدارس أو وزارة التربية والتعليم تشغل أولياء الأمور بهذه المهمة، ومازال خط اليد لنا جميعا في الاستمارات من الابتدائية والإعدادية والثانوية تذكرنا بهذه الأيام..

الآن اختلف الأمر وأصبح جرجرة أولياء الأمور وشحططتهم هو هدف وزارة التربية والتعليم ومديريات التعليم في المحافظات وإدارات المدارس.. الكل حافظ مش فاهم وينفذ التعليمات ولا يناقش وكأنه وحى من السماء هبط على من يسكن ديوان الوزارة ولا راد لقضاءه!

تفاصيل استمارة الثانوية العامة

تعالوا نستعرض بعض فصول المسرحية الهزلية باستعراض الأوراق المطلوبة والمبالغ المطلوبة وجهات الدفع: 
أولا: مطلوب شهادة ميلاد حديثة إلكترونية، وسوف تصطدم في البداية إذا تذكرت أن هناك شهادة ميلاد في ملف الطالب الذي قدم للمدرسة منذ عامين فقط عند التحاقه بالمدرسة، والسؤال ما هى بيانات الطالب الشخصية التي تغيرت في شهادة الميلاد خلال العامين.. هل تغير تاريخ الميلاد أم تغير اسم الأم أم تغير اسم الأب؟!

 خد كمان، شهادة ميلاد حديثة عندهم تعني أن شهادة الميلاد لابد أن تكون صادرة في فبراير عام 2023، يعني لو صادرة في شهر ديسمبر عام 2022 أي منذ شهرين فلا تكون الشهادة حديثة! وعندما تناقش وتستفسر تقول لإدارة المدرسة هذه شهادة إلكترونية وتحمل العلامة المائية وصادرة عام 2022 ترفض استلامها بمنطق الإذعان.. رغم أن المنطق يقول أن هناك شهادة الكترونية موجودة أصلا في الملف.. الخ ولا تغيير في بيانات شهادة الميلاد اليوم أو غدا أو بعد مليون سنة، تجد سيف رفض إستلام الملف مسلط على رقبة ولي الأمر!

ثانيا: مطلوب أن تملأ الاستمارة في البداية على موقع الوزارة وبعدين تطبعها الوان وبعدين تطبعها 3 صور أبيض وأسود، والموقع لا يقبل تعديلات كثيرة لو حدث خطأ.. ويكون السؤال: كيف تملأ البيانات على موقع إلكتروني ثم الإصرار على طباعتها ورقيا، بالألوان مع أكثر من صورة، باختصار إحنا حكومة إلكترونية أم حكومة ورقية؟ وهل ندخل عصر التكنولوجيا لكن بفكر وسلوك البيروقراطية!

ثالثا: ما هذا العدد من الحوالات البريدية المطلوبة من مكتب البريد رغم أن المدارس تتلقى جزء من المصاريف بالفيزا وليس نقدا، وهذا فصل آخر من الكوميديا السوداء.. الإصرار على استلام النقود بالفيزا يستلزم الذهاب لإيداع مبالغ معينة توازي المطلوب.. 

ماشى حكومة الكترونية وسياسة مالية محترمة.. لكن لماذا لا نستكمل المنظومة ويتم استلام كافة المبالغ المطلوبة من مصاريف ورسوم تأمين التابلت وأداء الامتحان وطوابع تنمية المشروعات.. الخ من طلبات وحوالات تجعل أى ولى أمر يشد في شعره إن وجد من كثرة المطلوب، أو نسيان احداها من زحمة طوابير مكاتب البريد.. 

وعليه أن يعيد الكرة من جديد إذا نسى إحداها، ألم يكن من الأسرع والمريح والأدق أن يتم تحصيل كل هذه المبالغ ويتم دفعها مع ما سيتم دفعه بالفيزا في المدرسة.. أم الغرض هو الشحططة والتعذيب لأولياء الأمور الذين يقضون نحو الأسبوع لتجهيز هذا الأوراق، وبعدين يفاجأ البعض بأنه نسى يصور الحوالات البريدية أو شهادة الميلاد أو بطاقات ولي الأمر الموجودة أصلا في ملف الطالب.. الخ بنفس عدد الصور المطلوبة.

تعذيب أولياء الأمور

وأهمس في أذن الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم إذا كان هدفه الأساسي زيادة موارد الوزارة وليس تعذيب أولياء الأمور اقترح عليه تحصيل كل ما المصاريف المطلوبة في المدارس مع تحصيل ما يدفعه أولياء الأمور من رسوم إضافية لمكاتب البريد وهي حوالي 10 جنيهات على كل حوالة!

 افتكاسة أخرى من بعض الجهابذة وهو ضرورة كتابة اسم الطالب على الصور الشخصية بالكومبيوتر من محل التصوير، وطبعا قد يخطئ المصور في الإسم فيتم رفض الصور وعليك التصوير من جديد وبـ 80 جنيها على الأقل للـ 6 صور مع إضاعة الوقت طبعا!

طبعا سوف تقضي أياما في طوابير مركز البريد والسجل المدني وعدة أيام في المدارس بحثا عن استكمال الأوراق أو بحثا عن مكتبات للتصوير حول المدارس لأى ورقة ناقصة أو استكمال أى عدد مطلوب منها وهكذا لزيادة حلقات التعذيب المبكرة قبل حلقة التعذيب الكبرى أيام الامتحانات والنتائج والتنسيق!

ثالثا: توقفت كثيرا عند طلب حواله أخرى بـ 28 جنيها من مكتب البريد مع 10 جنيهات إضافية طبعا لمكتب البريد يعني 38 جنيها، عارفين ليه؟! 

لاستخراج بيان نجاح للصف الثاني الثانوي لتقديمه ضمن الملف، الكوميديا السوداء أن الذي تطلبه هي المدرسة المقيد بها الطالب من الصف الأول، يعنى المدرسة التي أدى الطالب أمامها امتحان الصف الثاني الثانوي وبها أوراق الإجابات والامتحانات، والنتائج التى أرسلتها بنفسها إلى الإدارة التعليمية.. هي نفسها تطلب شهادة من الإدارة التعليمية بأن الطالب نجح في الصف الثانى الثانوى.. بالذمة هل رأيتم مهزلة أكبر من ذلك؟!

وبعض المدارس تصر أن يأتي ولى الأمر بنفسه للتوقيع أمام المدير مع الطالب، ليس على صحة المعلومات الموجودة أصلا في كافة الأوراق الرسمية ولكن للتوقيع على حرمان الطالب من الامتحانات إذا خالف القواعد العامة للامتحانات، وكأن عدم التوقيع يعفى الطالب من الخضوع وتنفيذ القانون إذا خالفه! 
حقا إنها مهزلة وكوميديا سوداء!

yousrielsaid@yahoo.com

الجريدة الرسمية