ثقافة السحر والشعوذة!
اعتدنا تنصل مسئولين من مسئوليتهم عن الإخفاقات التى تتعرض لها الجهات والدول التى يديرونها والمشاكل التى تتعرض لها وإلقاء المسئولية على آخرين أو أمور مختلفة ليست بأيديهم ولا سلطان لهم عليها.. لكن الجديد هو تبرير التراجع والإخفاق من قبل مسئولين بالتعرض للسحر وبشكل ممنهج من قبل منافسين!
إنهم بذلك لا يتبرأون فقط من مسئولية الإخفاق والتراجع والمشاكل والأزمات التى يتعرضون لها، وإنما الأخطر إنهم يروّجون لما يتعارض مع أهمية العمل وتحديدا أهمية إتقانه وأهمية الاستعداد الجيد لتأديته والتخطيط الضرورى قبل القيام به.. بل والأخطر إنه يروج للاستسلام للإخفاق والقبول بالمشاكل والأزمات لأنها بفعل ساحر!
والمثير أن ذلك لا يحدث من قبل مواطنين عاديين آميين على سجيتهم وإنما من مسئولين متعلمين المفترض أنهم يعرفون أن إحراز النجاح في العمل يحتاج لتخطيط جيد وجهد وافر وروح إيجابية بين فريق العمل، وإذا لم يتوفر كل ذلك أو بعضه لن يتحقق النجاح في العمل وستكون النتيجة الطبيعية مزيدا من الفشل.
إن التنصل بالسحر عن المسئولية عن الفشل تمنحه فرصة للاستمرار أطول فترة وتجعل من إحراز النجاح استثناء يصعب تكراره دوما.. بل الأخطر من ذلك أن تبرير الإخفاق بالسحر يسهم في ترويج ثقافة الشعوذة في المجتمع، لآنه للأسف لدى دعاة السحر من يساعدونهم في ترويج ادعاءات السحر وهناك أيضا من يصدقونهم للأسف الشديد.. وبذلك هم لا يضرون بادعاءات السحر الجهات التى يديرونها وحدها وإنما يلحقون الأذى بالمجتمع كله.