لماذا كثرت الزلازل والأوبئة؟!
استيقظت البشرية أمس على خبر مفجع وزلزال مدمر ضرب مناطق في تركيا وشمال سوريا الشقيقة وخلف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية في البلدين.. وليست تلك المرة الأولى التي تقع فيها زلازل في منطقتنا التي دخلت بالفعل ذلك الحزام الزلزالي.. ما دفع البعض لتفسير ما يقع من حروب وأوبئة وزلازل بأنه غضب من الله على ما آلت إليه أحوال البشر من سوء.
يقول الله تعالى: "وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا"(الإسراء: 59) وهنا تتنوع عبارات المفسرين في بيان المقصود من هذه الآيات التي يرسلها ربنا تعالى، فمن قائل: هو الموت المتفشي الذي يكون بسبب وباء أو مرض، ومن قائل: هي معجزات الرسل جعلها الله تعالى تخويفا للمكذبين، وثالث يقول: آيات الانتقام تخويفًا من المعاصي..
الزلازل وعلامات الساعة
ولعل الزلازل مما يدخل في تلك الآيات.. فقد ورد عن عمر بن الخطاب أنه حين وقع زلزال في عهده خطب الناس قائلًا: "لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم".. ثم أليس الخلل الذي أصاب الطبيعة بفعل الإنسان مما يدخل تحت قول الله تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" ( سورة الروم: 41).
كثرة الزلازل يقول البعض إنها من علامات الساعة، وقد روى البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض".. وإذا كان ذلك كذلك فإنه "ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة".. وأولى درجات التوبة الإقلاع عن الذنب والندم عليه وكثرة الاستغفار عنه والتحلل من المظالم ورد الحقوق إلى أصحابها.
ما أحوج البشرية في هذه الأيام الصعبة أن تعود إلى رشدها وأن تصلح ما بينها وبين ربها ليرفع عنها البلاء والوباء والغلاء والزلازل.. ونحن اليوم في موسم الطاعات فما أجمل الاستغفار ويكفي أن الله جعله سببًا للأمن والوقاية من العذاب يقول الله تعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الأنفال:33).. نعزي شعبي البلدين المنكوبين بالزلزال وندعو الله أن يخفف عهنم مصابهم ويحفظ بلادنا من كل سوء.
اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك- اللهم إنك أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، نحن عبيدك بنو عبيدك، نَواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.. اللهم إدفع عنا البلاء والبراكين والزلازل والمحن وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن.