أنصاف متعلمين!
واحدة من مشاكلنا الأساسية هي هؤلاء الأنصاف.. أنصاف المتعلمين.. وأنصاف الخبراء.. وحتى أنصاف الموهبين!.. هؤلاء يقدمون أنفسهم للمجتمع باعتبارهم مكتملي التعليم أو مكتملي الخبرة أو مكتملي الموهبةَ وهم ناقصي التعليم والخبرة والموهبة.. وللأسف الشديد أنهم مثل العملة الرديئة التي تطرد العملة الجيدة من السوق.. أي أنهم يزيحون مكتملي التعليم والموهبة والخبرة ويفرضون أنفسهم على المجتمع..
وخطورة ذلك أن المجتمع يحرم من مكتملي التعليم والموهبة والخبرة.. وبالتالي لا تحل المشاكل التي تواجهه إنما على العكس تتعقد وتتزايد حدتها أكثر.. فان العلاج الناقص لا يشفي مرضا وإنما يفاقمه ويزيد الآلام المصاب به!
والكارثة أن هؤلاء لا يدركون أنهم ناقصو التعليم والموهبة والخبرة ويتصورون أنهم عباقرة ألهمتهم السماء بالحلول لكل المشاكل ومنحهم الرب القول الفصل فى كل أمر.. لذلك يتمسكون بما يقولونه ويقترحونه ولا يقبلون مجرد مناقشتهم فيه ناهيك عن التراجع عنه بعد أن يتبين خطأه وعدم سلامته.. وتزيد المشكلة هنا إذا كان هؤلاء يملكون فرض آراءهم واقتراحاتهم وأفكارهم !
ولا حل لهذه المشكلة المزمنة في مجتمعنا سوى فتح كل النوافذ في البلاد ليصدح الجميع بإراءه وأفكاره ورؤاه.. فأن مستقبل هذا الوطن من حق كل أبناءه تدبره وصياغته على النحو الذي يضمن أن يكون مزدهرا يؤمن لهم كل احتياجاتهم الأساسية.. وقتها سوف ينزوي ويتراجع أنصاف المتعلمين والموهبين والخبراء، وسيدفع المجتمع بمكتملي التعليم والموهبة والخبرة إلى مقدمة الصفوف فيه ليقدموا له العلاج الناجح لكل أمراضه خاصة المزمنة.. أما فتح النوافذ فإنه يتحقق بكلمة واحدة هي الحرية.. حرية الفكر والإبداع والرأي.
