إدمان إخفاء الحقيقة!
بعيدا عن تفاصيل الخناقة التى شهدتها الجبلاية منتصف ليلة أمس بسبب رفض إتحاد الكرة قيد ثلاثة لاعبين بنادى الزمالك قبل أن يسدد النادى نسبة من مديونيته للاتحاد ويجدول الباقى، وبغض النظر عن أن هذه الخناقة هى إضافة لمظاهر الفوضى القاتلة التى تضرب في أعمدة الرياضة المصرية.. فإن هذه الخناقة الصاخبة تعد كاشفة لمرض عضال نعانى منه وهو إدمان إخفاء الحقيقة !
لقد سهر متابعو البرامج الرياضية ونشطاء التواصل الاجتماعى ساعات من الليل وحتى صباح اليوم لاستجلاء حقيقة ما حدث بخصوص قيد اللاعبين الثلاثة الذين ضمهم نادى الزمالك.. وذلك لان بيانات اتحاد الكرة تناقضت مع بيان نادى الزمالك.. وحتى خبراء اللوائح كما يوصفون والذين تم الاستعانة بهم لم يفكوا طلاسم هذا اللغز!
وهذا هو نموذج لما نعاني منه في مجالات عديدة.. نتابع أمورا ومواقف وأحداث وتصرفات وأعمال ولا نفهم حقيقتها لأن من يملكون ناصية الحقيقة فيها لا يرون أن من حقنا أن نعرف تلك الحقيقة.. بل إنهم يرون أن إخفاء الحقيقة عنا مفيد لنا للأسف الشديد، رغم أن هذا حق أصيل لنا من ناحية وواجب أساسى لهم.
لقد صار إدمان إخفاء الحقيقة أمرا شائعا ومبررا لدى العديد من المسئولين في العديد من المجالات، لأن هؤلاء المسئولين يتصورون خطأ أن ذلك يريحهم من إزعاج الرأى العام، رغم أن الإزعاج الحقيقى للرأى العام يحدث عندما يتم إخفاء الحقائق عنه وليس إعلامه بها.. وحينما ينزعج الرأى العام لا يمكن تحقيق التماسك الوطنى المطلوب لمواجهة التحديات الكبيرة والضخمة مثلما هو حادث الآن.