رئيس التحرير
عصام كامل

زيطة يناير!

بعد أن استعاد الخديوي توفيق سيطرته على البلاد بدعم من الإنجليز اعتبر ما قام به أحمد عرابى ورفاقه تمردا، حتى جاءت ثورة يوليو وأطلقت عليه ثورة، بينما كان المتداول شعبيا هو هوجة عرابى!.. غير أننى خلال فترةَ تجنيدى فوجئت بفلاح مجند يستبدل هوجة عرابى بزيطة عرابى.. وأخشى أن يحدث ذلك مستقبلا عندما يتناول أحفادنا ما حدث في يناير 2011 بسبب الخلاف الحاد حوله وهل هو ثورة أم نكسة؟


والحقيقة أن ما شهدته البلاد في يناير 2011  وأفضى إلى تنحى مبارك عن الحكم ليس ثورة بالمعنى المتعارف عليه في علم السياسة لأن الثورة لا تتضمن فقط تغييرا في شخص الحاكم وإنما هى تغيير في المجتمع كله وتركيبته الطبقية أو في علاقات القوى الاجتماعية لتشهد صعودا لقوى اجتماعية وهبوطا لأخرى، وهذا لم يحدث في المجتمع المصرى بعد يناير 2011، رغم التغير الذى شهده الحكم بعدها.. 

 

لذلك الوصف الصحيح علميا هو انتفاضة يناير، وهى انتفاضة جماهيرية حقيقية، ولا يقلل من طبيعتها الجماهيرية ركوب الإخوان لها واستثمارها للوصول إلى الحكم.. وكانت أسباب هذه الانتفاضة متعددة، غير أن السبب الأهم في تقديرى لها هو الخوف على المستقبل الغامض للبلاد في ظل ما كان مثارا وقتها حول توريث الحكم بعد تقدم الرئيس مبارك في السن وحالة العزوف عن الحكم التى انتابته بعد فقدان حفيده. 


أما نجاح الإخوان في ركوب هذه الانتفاضة فإن المسئول عنه هم بعض النخب السياسية التى تعاملت وتعاونت معهم باعتبارهم يمثلون قوة وطنية وليس تنظيما متطرفا مارس العنف  طوال تاريخه، وهو ما ساعد الإخوان في خداع عموم المصريين الذين تصوروا خطأ إنهم مجموعة من الملتزمين دينيا وسيراعون الله حينما يحكمون!.. 

 

لذلك لا يصح أو يستقيم أن ننزع عما حدث في يناير وصف الانتفاضة الشعبية لآن الإخوان ركبوها واستغلوها في تنظيم هجمات على أقسام  ومراكز الشرطة واقتحام السجون بمساعدة عناصر من حماس وحزب الله اللبنانى ومقار بعض المحافظات واستثمروها جيدا ونجحوا في الوصول إلى الحكم، وتداعيات ذلك كله سلبيا على اقتصادنا.      

الجريدة الرسمية