بابا حنين (2)
أحيانًا نشعر وكأن الله بعيدًا عن كل ما نشعر به أو نحسه في الحياة، وكأن الله يتركنا في قلب نيران الحياة تأكل في قلوبنا دون أن يتدخل ودون أن يسد أفواه الأسود عنا، ونشعر في تلك اللحظات وكأن كل صلاتنا لم يسمعها الله، وكل الدموع التي ذرفتها أعيننا لم يلتفت إليها مطلقًا!
ولكن ننسى حقيقة مهمة جدًا، وهي أن كل دمعة تخون عيوننا وتنزل أمام الله وفي حضوره لها عند الله قيمة كبيرة، وكل صلاة يتلوها قلبنا وقت الضيقة وفي لحظات الألم يسمعها الله ويستجيب لها حسب مشيئته ونظرته غير المحدودة كنظراتنا نحن البشر حتى وإن لم نفهم حكمته في نفس اللحظة.
وقبل أن تتهجم عليَّ يا صديقي وتظن أن كل كلامي مجرد أوهام أو مراهم أقولها فقط حتى تشعر بالسلام لبعض الوقت، عليَّ أن أخبرك أن هذا ليس كلامي، ولكنه كلام الله نفسه في سفر الملوك الثاني في الكتاب المقدس، لأنه هو الذي وعدنا وأخبرنا بأن: "قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ. قَدْ رَأَيْتُ دُمُوعَكَ"، ولكن لا يمكن أن تكون الاستجابة بشكل دائم هي التي ترجوها أو تتمناها في قلبك!
فالله أعطاك حرية الطلب وحرية الصلاة، وعليك أن تترك له هو أيضًا حرية الاستجابة بالشكل الأمثل والأجمل لحياتك، وكما تصلي كل يوم في الصلاة الربانية لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، عليك أن تصدق أن مشيئته لحياتك ستكون أجمل وأعظم مما تتمنى أنت لنفسك، ولكن عليك بالانتظار والصبر، والإدراك واليقين بأن الله لن يتخلى عنك.