بابا حنين (1)
في الإصحاح الحادي عشر من إنجيل معلمنا متى البشير، نجد الكتاب يقول: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ"، وربما تعد تلك الآية وعدًا من أهم الوعود التي يمكن للمؤمن أن يتكل عليها في حياته بصفة يومية وليست فقط في مواقف معينة في حياته.
فليس هناك أجمل من أن تبدأ يومك كل يوم وأنت تدرك وتعرف أن الله يحمل معك كل مشقات يومك الجديد، ويمشي معك دروب الحياة ولا يدعك تمشيها بمفردك حتى وإن تخلى عنك كل من تحبهم أو حتى كل من كنت ترجو فيهم الحب ولكن وجدتهم عكس ما كنت تظن أو تحسب!
الله يعلم مقدار تحملك يا صديقي، وهو يعلم أن ربما الحياة تتعبك أكثر مما تتحمل أو تستطيع أن تواجه، ولكن يظل السؤال الأصح والذي يستدعي أن تقف مع نفسك بعضًا من الوقت وتجيب عليه بكل صراحة.
هل فعلًا تذهب إليه بحملك لتضعه تحت قدميه يتصرف هو فيه؟ هل تستغل هذا الوعد المدهش أن تذهب بكل أتعابك فيريحك؟ أم مازلت تقف مكانك تبكي على حالك وترثِ روحك دون أن تأخذ خطوة نحو الله الذي ينتظرك حقًا حتى يريحك من كل أتعابك!.. لا تتردد واذهب له في الحال.