نقابة الشحاتين !
لا يحتاج الأمر إلا لشحات -اللفظ المخفف لشحاذ بالفصحي- متعلم ومثقف أقرب إلي الصيغة الشهيرة للفنان فريد شوقي في فيلمه المثير “الموظفون في الأرض”، لتختمر الفكرة في ذهنه ويقدم علي عمل جريء يمكن وصفه بالمجنون حيث يتقدم بأوراق تأسيس نقابة للشحاتين..
تنظم عمل هؤلاء وتدافع عن حقوقهم وتوفر ضمانات لإصابات العمل وللمتقاعدين عن الشغل عند بلوغ سن التقاعد الذي سيحدده أبناء المهنة في أول جمعية عمومية لنقابتهم، مع لائحة ربما كانت طويلة وعريضة تستطيع تنظيم عمل شاق للغاية يجوب فيه هؤلاء شوارع المحروسة ذهابا وإيابا!
الظاهرة -يا سادة- بلغت بالفعل حدا غير معقول.. وهي ممتدة قبل الأزمة الحالية بسنوات طويلة لكن تكاثر العاملين بها وزادت ألاعيبهم وارتفع مستوي تنسيقهم..
وأصبحت بقواعد مستفزة للغاية تؤثر بلا شك ليس علي حركة المصريين وحريتهم في شوارعهم وعند مؤسساتهم الحيوية فقط ولا علي شكل البلد فحسب أمام غير المصريين.. وإنما أيضا علي اقتصادها بالإضرار التي تسببها لقطاع مهم مثل السياحة، وبما يؤثرعلي تقييمنا العالمي ويسئ لسمعة هذه الصناعة المهمة!
الأمر وأن كنا بدأناه بالسخرية لكنه شديد الجدية وينطبق عليه بالفعل المثل الأشهر "شر البلية.. ما يضحك"!