تفاؤل الرئيس
بينما يتحدث البعض عن الأيام الصعبة اقتصاديا التى تنتظرنا فإن الرئيس السيسي يخرج اليوم علينا في مناسبة افتتاح مدينة المنصورة الجديدة متفائلا بأننا سوف نجتاز الأزمة الاقتصادية بسلام ونجاح.. وإذا كان الرئيس السيسي منذ اندلاع تلك الأزمة الاقتصادية يؤكد أننا قادرون على تجاوزها رغم شدتها فإنه هذه المرة كان تفاؤله واضحا وثقته أكثر في قدرتنا على الخلاص من هذه الأزمة.
زيادة الموارد
ولعل تفاؤل الرئيس السيسي يستند إلى مجموعة من الأمور والتطورات يأتى في مقدمتها أننا سددنا التزاماتنا الخارجية هذا العام (٢٠٢٢) المتمثّلة في أقساط وفوائد الديون الخارجية، بعد أن جددنا أجل ودائع في البنك المركزى مستحقة لكل من السعودية والكويت تبلغ نحو تسعة مليارات دولار، ولذلك لم تعد كثير من المنظمات الاقتصادية العالمية تدرج مصر ضمن قوائم الدول التى قد تجد صعوبات في سداد التزاماتها الخارجية.. فضلا عن أننا في سبيلنا لتدبير التزاماتنا الخارجية في العام المقبل (٢٠٢٣) أيضا بعد إقرار مجلس ادارة صندوق النقد الدولى اتفاقنا معه والذى سوف يتيح تمويلا منه ومن وجهات أخرى دولية..
وفوق ذلك كله البدء في تنفذ نهج توطين الصناعة داخل البلاد وهو ما سوف يؤدى إلى تخفيض فاتورة الاستيراد من الخارج وبالتالى يخفض من الفجوة في النقد الأجنبي التى نعانى منها والتى جعلت تلك الأزمة الاقتصادية قاسية علينا وعرضتنا كثيرا لتداعيات ارتفاع التضخم العالمى وزادت من وطأته علينا وعلى الجنيه وخفضت -ومازالت- من قيمته تجاه العملات الأجنبيةَ.. ويدعم ذلك كله عودة السياحةَ الخارجية إلى النشاط مجددا وهو ما سوف يترجم إلى زيادة في موارد النقد الأجنبي.
والملفت للانتباه أن تفاؤل الرئيس السيسي هذا يأتى في وقت خفضت فيه وزارة التخطيط توقعاتها بخصوص معدل النمو الاقتصادى إلى خمسة فى المائة مقابل ٥،٥ في المائة خلال العام المالى ٢٠٢٣/٢٠٢٢.. ويشى ذلك إلى أن الرئيس ينظر بتفاءله هذا إلى ما بعد منتصف العام المقبل، وهو الموعد الذى تتوقع فيه الحكومة بدء انفراج الأزمة الاقتصادية، في ظل التوقعات العالمية الخاصة بتوقف القتال في أوكرانيا في هذا التوقيت أو ربما قبله.
