هل تملك جرأة الحلم؟!
هل سألت نفسك من قبل: هل أمتلك الشجاعة لكي أحلم ؟ نعم.. كما قرأت عزيزي.. ومن هنا يأتي السؤال الثاني: هل الحلم يحتاج إلى جرأة؟ جميعنا يعلم أن السعي يحتاج إلى جرأة، تحمل صعوبات الرحلة يحتاج إلى صبر، المفاجآت تحتاج إلى روح المغامرة، لكن كون أننا نحلم على مستوى الخيال حتى، لماذا نحتاج لشجاعة؟! وقبل أن أحاول التفكير معك بصوت عال لأجيب على الأسئلة، دعني أطرح عليك صديقي القارئ عدة نقاط، في البداية لابد أن نعرف هناك شعرة بين الحلم والوهم، وهناك جسر طويل بين الأحلام والدموع، وهناك حقيقة واقعة تفرض الواقع على الخيال، ومن هنا بدأت معاناة الإنسان المعاصر.الإنسان الذي حلم بالوهم، وعاش بالدموع وانتهى الأمر به إلى مجرد خيال!
شتان ما بين الطموح والوهم، وبين المتاح وما تفرضه علينا المعطيات وما هو في علم الغيب وبين العصفور الذي باليد والألف على الشجرة. ومما زاد المعاناة هو تخلي معظم الناس عن مسارهم قرب النهاية ولو انتظروا قليلا وآمنوا بأحلامهم وعزموا النية على التمسك بها حتى النهاية، لأدركوا بأنهم على مشارف النجاح!
ومن هنا علينا استنتاج أول قاعدة أساسية وهي لكي تكون حالما صادقا، لابد أن تكون شجاعا بما فيه الكفاية لمواجهة الواقع الذي تغيره، وأن تسعى للحصول على آليات واقعية تتماشى مع أوضاعك ومعطياتك لتحقيق حلمك محافظا في ذات الوقت على أحلام وطموحات الآخرين، فلا تسرق أحلامهم في سبيل تحقيق أوهامك! وهذه تعد أول انطلاقة لنكشف أوراق اللعبة سويا لرحلة الأحلام..
إنوي حلمك لله تعالى وإحمده وإرضَ بقضائه تكن أغنى الناس، إحلم أحلام مشروعة تتوافق مع دينك وتقاليدك، كن صريحا جدا مع نفسك في مواجهة نقاط ضعفك وبذل قصارى جهدك لتنمية قواك والاستثمار في نفسك وادرس معطياتك بعناية، لابد من مشاركة من تحلم معه، فالنجاح الجماعي ذو طابع يتميز بالقوة الشديدة الممتزجة بالمودة الصادقة ولا يحلو النجاح بدون مشاركة أحبائنا.
تعلم ممن سبقوك، إسأل وإقرأ كثيرا، إنزل للميدان، جرب وإخطأ وتعلم وإبحث حتى تضبط زوايا أهدافك، بهدف إضافة شيء جديد لمجتمعك، وإبعد بنفسك عن التفاهة، وإرتقِ بطموحك إلى تنمية الجماعة، وصدقني ستشعر بالفارق الكبير وسيرزقك الله بقوة لم تشعر بها من قبل، وازن بين العقل والقلب ولا تقتل عاطفتك ولا تفرض عقلك ولكن وازن بين هذين الكفتين العظيمتين، فلو كان إحداهما سلبيا، لما حباك الله كليهما!
أفكار مهمة
إبدأ بتغيير نفسك أولا، وإياك والغرور، وخذ الحكمة من أفواه الحكماء، وإعرف أن المجتمع يتطور، ولكن تذكر أنه كما يتطور إيجابيا، فإنه أيضا يتطور سلبيا وبشكل مرعب، وبالتالي يجب أن يكون لديك شخصية مستقلة ذات كيان راسخ لا تتغير مع الزمن ولا تتقلب مع تقلب الأحوال.
كن ممتنا بحبك لله تعالى ثم لمن ساعدوك، فطاقة الامتنان تضفي عليك بريقا مذهلا وسلاما نفسيا لا مثيل له، وإحرص على العمل التطوعي، وتحلَّ بالإيثار واستمتع بالعطاء قبل الأخذ، ولا تبنِ حلمك على هدف معين لآن هذا الهدف قد يعتمد على عوامل أخرى تنظيمية مثلا خارجة عن ارادتك، ولكن حدد هدفك بطريقة تعتمد على جهودك الخاصة كالعمل بمجال معين، توسيع مهاراتك، القيام بأعمال ابداعية، تعليم الآخرين.
إبحث عن الطاقة الكامنة بداخلك والمهارات الفريدة التي حباك الله إياها، واقرأ نفسك باستمرار وأعد اكتشافها من جديد، سيطر على الأهداف الفرعية فكلما تملكت منها زادت ثقتك بتحقيق هدفك الأكبر في نهاية المطاف، إبحث عن كيفية تنمية قدراتك لا عن الفرصة، وبالتالي ستكون في تمام الاستعداد حين تناديك وتذكر أن رب صدفة خير من ألف ميعاد.
عليك أن تتخطى المرحلة الصعبة بين تحديد الحلم وإيجاد الفرصة، إذ تكون هذه المرحلة التي تبدأ فيها بالشك في نفسك والخوف من المستقبل اخلق فرصك الخاصة بعد تحديد الرؤية وتحويلها لأهداف، فأنجح الناس هم من يخلقون فرصهم الخاصة ولا ينتظروها.. فكر دوما في مسارات بديلة بمرونة.
لا تركز على المال ولا تنتظر الحصول على أرباح في هذه المرحل، انطلق في جميع مساعي الحياة باحثا عمن يشبهونك في التفكير وأخبرهم عما تود القيام به وتعلم منهم، فقد تضطر إلى متابعة حلمك في المساء بعد وظيفتك المسائية، واستمد الإلهام من الممارسات الروحانية، أهلك، أصدقاءك، قراءاتك، تجارب العمل ولا تقلق إن فاق الحلم قدراتك، فبالعزم يمكنك تطوير قدراتك ما دمت تؤمن بحلمك.. عليك بالصبر فالصبر مفتاح الفرج، قدر حلمك عن طريق حجم المجهود المبذول لا النتائج حتى لا تشعر بالاحباط بسهولة في بداية الأمر. نظم وقتك وتخلص من الأصوات الداخلية التي تتهمك بعدم القدرة على الإنجاز.
صدقني، هذه بضعة أفكار لما يمكن أن يطرحها كل منا.. ومع بداية العام الجديد، لابد أن نتشجع ونبدأ بالتحدث مع أنفسنا وأن نعطي مساحة لمشاعرنا ورغباتنا وأحلامنا بعد الاستعانة بالله ثم الأهل والأحباب والمرشدين والداعمين لتوجيهنا..
وفي النهاية، أود أن أختم المقال بثلاثة جمل اعتبرهم من أجمل ما قرأت: انطلق وإبحث عن أحلامك ولا تدع اخفاقاتك القصيرة تردعك، اعثر على قوتك الداخلية وكن ثابتا على الأرض وسط عواصف الحياة، وكن كالشجرة الراسخة، تميل مع الرياح ولكن لا تنكسر، تذكر أن تستمتع بالرحلة، مع التحلي بالصبر، فكما يقول المثل الصيني القديم: لا تخافوا من السير ببطء ولكن خافوا فقط من الوقوف بلا حراك.
Yasminashaheen16@gmail.com