غلبتم النصارى.. بجد؟!
بالأمس بينما أتصفح الفيس بوك وجدت مقطع فيديو للعالمي الملك المصري محمد صلاح عندما كان يوجه نصيحته للشباب بعد حصوله على جائزة أفضل لاعب بتصويت الجمهور وما لفت نظري في كلمته هو عندما قال إن الفارق بيننا وبينهم هو التفكير أو طريقة التفكير وهذا ما يصنع الفارق.
وهذا ما وجدته بمجرد أن انتهى الفيديو وظهر أمامي "بوست" لا أعرف إن كان حقًا كتبه أو قاله الداعية الشاب محمد الغليظ -حتى لا نظلمه أو نتهمه زورًا- أم منسوبًا له كونه داعية مشهور والشباب يتعلقون بطريقته وكلامه فعندما سيرى الناس اسمه على البوست بالتأكيد سيرفع من "الريتش" الخاص بالبوست.
آداب النصيحة
البوست لا أعرف إن كان توجيهًا للنصيحة، أم فتيلة صغيرة لتشعل نار الفتنة الطائفية، أم قذف للمحصنات من المسلمات والمسيحيات أيضًا، البوست كان يقول: "غلبتن النصارى في العري يا بنات الإسلام"، سبع كلمات نسبن لشيخ من المفترض أنه من الدعاة المشهورين وانتشر انتشار النار في الهشيم وكأن من آداب النصيحة أن تعيب في إنسان آخر أو أتباع دين آخر لا أن تطلب الهداية لأي إنسان مخطئ أو تطلب التقويم لكل إنسان ذي سلوك معوج!
رفضت أن أقول إن الشيخ هو من قال هذا وقلت ربما، حتى لا أظلم بريئا، بالرغم من أن الكلام المنسوب له -والذي أتمنى حقًا أن يوضح هو شخصيًا إن كان هذا كلامه أو لا- يجرح في مشاعر كل الناس إن كان لهم عقل يفكر أو قلب يشعر، فالإهانة في توجيه النصيحة لا تعتبر نصيحة، لأن الدين هو أن أرى الله في كلامك وأفعالك لا أن تقذفني باسم الدين وتخبرني حينها أنك تحبني!، أي حب هذا!، وأي فكر يرتقي أن يقبل أن تعيب في الآخر حتى تشعر أنك مميز أو مختلف، فقبل أن تحدثوا الناس عن الدين تحلوا أولًا بالأخلاق.
أما ردي في كل الأحوال على كاتب البوست سواء كان الشيخ نفسه، أم أي أحد آخر، لولا مسيحيتي الذي تعتبرها عيبًا ودينا محرفا ويدعو للعري والفساد كما تعتقد، لكان ردي عليك مختلفا وكنت أجبتك بنفس أسلوبك الوضيع، ولكن السيد المسيح له كل المجد علمني ألا أرد الإساءة بإساءة.. فأتمنى أن تغلب أنت النصارى يومًا في سمو أخلاقهم.
Twitter: @PaulaWagih