قبل وفاته بشهور.. روشتة رؤوف غبور لنجاح شباب المستثمرين.. الابتعاد عن السياسة.. الموازنة بين العلم والخبرة.. والحفاظ على المكتسبات “أبرزها” | فيديو
توفي اليوم رجل الأعمال البارز رؤوف غبور، بعد صراع طويل مع مرض سرطان البنكرياس.
وبدأ رؤوف غبور رحلته في عالم البيزنس بثروة من 15 قرشا حتى وصل إلى ملايين بل مليارات الجنيهات.
وقبل أشهر قليلة من رحيله، كشف “غبور” كواليس عالم التجارة والسياسة وقدم روشتة نجاح وقائمة مبادئ خاصة للمستثمرين الشباب في مذكراته التي صدرت مؤخرًا عن الدار المصرية اللبنانية، والتي جاءت معنونة بـ “خبرات ووصايا”.
وتُقدم المذكرات مادة ثرية للباحثين الراغبين في تأمل صور الحياة في مصر عبر أكثر من نصف قرن عبر عينة "نموذجية" تمثل الشرائح العليا للطبقة المتوسطة ذات الأصول الشامية وتكشف في نفس الوقت الكثير من صور الاندماج والتداخل داخل المجتمع المصري بطوائفه المتباينة.
وتفسح المذكرات المجال أمام غبور لسرد تجارب حياته المختلفة، وإعادة ترتيب أولوياته وبات أكثر قدرة على تفهم الإنجيل والتعمق في معانيه والتفرغ أكثر للعائلة، إلى جانب توجيه الدعم لكثير من المشروعات متناهية الصغر ومختلف وجوه العمل التنموي والخيري.
ولعل من أبرز فصول مذكراته هي الخاتمة التي قدم بها رؤوف غبور “روشتة مبادئ وروشتة نجاح” والتي من أبرزها ؛ إن العلاقات مهمة وضرورة في عالم البيزنس خصوصا لو كانت قائمة على المكسب المتبادل والحرص على الحفاظ على مكسب الشريك ونجاحه.
أما لتحقيق نهضة مصر الكبرى فيجب أن ترتكز وتقوم على إعطاء الأولوية لملفات التعليم والثقافة والصحة والاستثمار والصناعة والسياحة، من خلال وضع استراتيجيات طويلة الأجل، والاستعانة ببيوت خبرة وجذب الكفاءات المصرية المتميزة من الداخل والخارج لشغل المناصب العليا في السلطة التنفيذية، وعدم اعتماد مبدأ الحد الأقصى للأجور.
وأكدت المذكرات أن البيزنس الناجح يحتاج إلى إدارة مثالية توازن بين العلم والخبرة يكون أفرادها قادرين على الحفاظ على المكتسبات.
“رؤوف” استعرض في مذكراته، تجربته كأحد أفراد عائلة من أعرق العائلات "البيزنس"، وهي عائلة غبور ذات النفوذ الكبير، وسرد كيفية ارتباط نموها بفترة "تمصير" الشركات عقب خروج شركات الأجانب من مصر في أعقاب العدوان الثلاثي عام 1956.
ترأس رؤوف غبور مجموعة شركات غبور لعدة سنوات، وكان العضو المنتدب ورئيس مجلس إدارة شركة جي بي غبور أوتو التي تأسست عام 1985.
بدأ غبور مشواره المهني بعد دراسة الطب بالعمل في شركة العائلة ذات الصيت الذائع في تجارة قطع غيار السيارات، واحتل مكانة مرموقة بقطاع الإطارات داخل الشركة، ثم حصل على عقود توزيع حصرية لعلامات تجارية عالمية، ثم استقل وأسس شركاته الخاصة به، وقد نجح على مدار السنوات الماضية في تطوير وتنمية أعمال شركاته حتى أصبحت من بين أبرز الشركات الرائدة في مجال تجميع وتوزيع السيارات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ونصح غبور رجال الأعمال الشباب بعدم الانخراط في العمل السياسي، قائلًا: "أدليت بدلوي في السياسة، وقد خرجت منها سريعًا، وبلا رجعة، لم أندم على التجربة، لكني لا أنصح رجل أعمال ناجحًا بأن يشتغل بالسياسة. لأنني لم أربح من ورائها أي شيء".
يقدم غبور في المذكرات خبرات تخطي الأزمات الكارثية التي هددت شركاته قبل أن ينتقل بها من الآفاق المحلية الى الأسواق الدولية.
وأزاح الستار لأول مرة عن وقائع دخوله للسجن إذ يذكر غبور العديد من الوقائع التي تكشف بعض الكواليس الصادمة عن الاقتصاد والحكم والسجون فترة سجنه.
ويذكر غبور رفضه لنصيحة تلقاها من صديق أمريكي قريب من الدوائر السياسية والاستخباراتية في واشنطن، دعاه لبيع شركاته ومغادرة مصر خلال فترة حكم الإخوان لكنه فضل البقاء في مصر ومواصلة العمل فيها رغم الصعاب مراهنًا على وعي الشعب المصري وقدرة مؤسساته على حماية البلاد.
وقدم غبور الكثير من النصائح لمن يعملون في المجال العام مؤكدًا أن التسامح هو الذي أوصل أفراد عائلته للنجاح، وصاروا قدوة إلى الأبد، فالقوة ليست في الفتونة والبلطجة وامتلاك السلطة والأموال. ويقول إن السمعة النزيهة تفتح أبواب العمل.
وتحفل المذكرات بالعديد من الصور الإنسانية التي تكشف بساطة الحياة التي عاشها رؤوف غبور منذ نشأته في حي منشية البكري، مرورًا بظروف تعليمه في مدارس "الجزويت" التي يعتز بالانتماء لتقاليدها العريقة، ويشير كذلك دراسته للطب والملابسات التي أدت لتفرغه للتجارة والبيزنس.
وتقدم المذكرات مادة ثرية للباحثين الراغبين في تأمل صور الحياة في مصر عبر أكثر من نصف قرن عبر عينة "نموذجية" تمثل الشرائح العليا للطبقة المتوسطة ذات الأصول الشامية وتكشف في نفس الوقت الكثير من صور الاندماج والتداخل داخل المجتمع المصري بطوائفه المختلفة.
وتفسح المذكرات المجال أمام غبور لسرد تجارب حياته المختلفة وأولها تجربة زواجه وعلاقاته الأسرية فضلًا عن تناول الخبرات الروحية التي عاشها بعد تجربتي السجن والمرض، فقد أعاد ترتيب أولوياته وبات أكثر قدرة على تفهم الإنجيل والتعمق في معانيه والتفرغ أكثر للعائلة، إلى جانب توجيه الدعم لكثير من المشروعات متناهية الصغر ومختلف وجوه العمل التنموي والخيري، حيث لعبت زوجته الراحلة دورًا مهمًّا في إطلاق مستشفى 5757 لرعاية مرضى السرطان، وقد كانت من بين السيدات التي تلقت تكريمها من السيدة انتصار السيسي حرم رئيس الجمهورية لدورها في التنمية.
ويقدم غبور في ختام مذكراته "روشتة مبادئ" لتحقيق نهضة مصر الكبرى تقوم على إعطاء الأولوية لملفات التعليم والثقافة والصحة والاستثمار والصناعة والسياحة، من خلال وضع استراتيجيات طويلة الأجل، والاستعانة ببيوت خبرة وجذب الكفاءات المصرية المتميزة من الداخل والخارج لشغل المناصب العليا في السلطة التنفيذية، وعدم اعتماد مبدأ الحد الأقصى للأجور.