حمدي أحمد.. المعارض الذي قادته السياسة للفن.. وعرض الكويت وراء انسحابه من "ريا وسكينة"
عرف بثوريته ودفاعه عن الحق منذ بداية شبابه، قدم في السينما شخصيات متنوعة ناجحة ووصف بالفلاح الفصيح، ومن أشهر أدواره محجوب عبد الدايم في فيلم القاهرة 30، وشخصية محمد أفندى في فيلم الأرض، انضم الفنان حمدي أحمد إلى الأحزاب اليسارية قبل الثورة وترك دراسة التجارة ليلتحق بمعهد التمثيل ليصبح الفن حبه وحرفته وعندما هبط فن السينما ـ على حد قوله ـ اتجه الى العمل السياسي مرة ثانية نائبا معارضا فى البرلمان عن حزب العمل الاشتراكى.
إنه الفنان حمدى أحمد ابن بولاق الذى ولد فى مثل هذا اليوم 9 نوفمبر 1933 ورحل عام 2006 ــــ هو العمدة وابن البلد ولسان المطحونين، قدم خلال مشواره الفني 35 مسرحية و23 فيلما و80 مسلسلا تليفزيونيا.
بداية العمل السياسي
عن بداياته السياسية يقول حمدي أحمد: دخلت الفن من باب السياسة وكنت واحدا من أبناء الجيل الذى عاصر ثورة يوليو عندما تألم كل الشعب من الظروف السياسية التى كان يعيشها فى ظل القصر والاستعمار والاقطاع والفقر، حتى أن أول مظاهرة في حياتى خضتها وانا طالب ثانوى في مدرسة التوفيقية بشبرا وكانت للتنديد بحكم الانجليز، فقد كنت واحدا من أبناء بولاق حى.
تابع: كنت واحدا من أبناء حى بولاق أبو العلا، هذا الحى الشعبى العريق الذى مثل بالنسبة لى مدرسة سياسية خاصة تعلمت من خلالها معنى مقاومة الاحتلال، ورفض الظلم.
وأضاف: فى عام 1949 أصدرت مع مجموعة من الزملاء فى التوفيقية الثانوية مجلة باسم الشعوب وكنا نطبعها بدرب الجماميز ونقوم ببيعها مقابل 5 مليمات، ثم انضممت إلى الأحزاب اليسارية السرية ومنها الحزب الشيوعى المصرى وفى إحدى المظاهرات تم إلقاء القبض عليه واعتقل لمدة شهرين.
المخرج فتوح نشاطى
أما عن نشأته الفنية وبداية الطريق قال حمدى أحمد: كنت عضوا بفريق التمثيل بالمدرسة التوفيقية، وفوجئت يوما باستدعاء المخرج المسرحى الكبير فتوح نشاطى لى وكان مخرجا لفريق التمثيل بالمدرسة ورشحني لقيامى بتمثيل شخصية الزعيم مصطفى كامل بإحدى مسرحياته، رفضت فى البداية فلم اتخيل نفسي ممثلا على خشبة المسرح واقنعنى الاستاذ نشاطى وقدمت الدور ونجح وصفقت لى الجميع ومن يومها بدأ تشجيع أسرتي لي، فالتحقت بمعهد التمثيل وأنا فى نفس الوقت طالبا بكلية التجارة.وتركت التجارة وأنا فى السنة الثالثة وتتلمذت في المعهد على ايدى اساتذة كبار مثل نبيل الألفى وحسين رياض وفتوح نشاطى وجورج ابيض وغيرهم، وبعد التخرج من المعهد كان من دفعتى يوسف شعبان وعايدة عبد الجواد، فايزة واصف المذيعة والسيد راضى، وكانت البداية بفرقة مسرح التليفزيون مع الرائد السيد بدير.
أصدقاء بولاق
وأضاف حمدى أحمد: كنت دائما أبحث عن العمل الذى يتضمن مفهوم العدالة الاجتماعية وطرق مقاومة الظلم بالدفاع عن الحق، ووجدته بشكل واضح فى روايات الأديب عبد الرحمن الشرقاوى فقدمت لمسرح التليفزيون "الأرض" التى أخرجها سعد أردش ثم مسرحيات الشوارع الخلفية،قلوب خالية، الشيخ رجب وغيرها حتى اطلق على ممثل الشرقاوى، وكانت أول أدوارى السينمائية محجوب عبد الدايم فى فيلم القاهرة 30 عن قصة أديبنا نجيب محفوظ بعد أن تعرفت على المخرج صلاح أبو سيف الذى كان يسكن بولاق ايضا.
القاهرة 30
الفنان حمدي أحمد من الفنانيين المتميزين وله إسهامات في الدراما والسينما وتاريخ حافل من الأعمال الرائعة التي لا تنسى وقدم للسينما أعمال رائعة منها وأدوار خالدة منها:الأرض، القاهرة 30، السمان والخريف، أبناء الصمت، فجر الإسلام وكان فيلم صرخة نملة آخر أعماله السينمائية، بالإضافة إلى عدد من المسلسلات الرائعة ومنها:جمهورية زفتى، إمام الدعاة، شارع المواردى، البوسطجى، القاهرة والناس، وآخر أعماله الدرامية مسلسل في غمضة عين مع الممثلة داليا البحيرى.
نال الفنان حمدى أحمد تقديرا واحتراما من الجميع وفاز بجائزة أحسن وجه جديد عام 1966، كما حصل على الجائزة الأولى عام 1967 من الجامعة العربية عن دوره في القاهرة 30، وجائزة عن فيلم أبناء الصمت.
كان للفنان حمدى أحمد تعاون في بطولة مسرحية ريا وسكينة مع شادية وسهير البابلى فـي بداية انطلاق المسرحية في دور الشاويش عبد العال، وطافت المسرحية معظم البلاد العربية وهو يؤدي دوره بنجاح، وعند عرض المسرحية في الكويـــــت تألقت شادية، كعادتها وفي إحدى ليالي المسرحية استمر التصفيق لها لمدة تزيد على 10 دقائق، ما استفز حمدي أحمد الذي عبر عن غضبه بصوت عال قائلًا: "على إيه كل ده خلصينا بقى".
رفض الفنانة شادية
غضبت شادية وطالبت المنتج والمخرج حسين كمال بعدم استمرار حمدي في العرض وإلا تنسحب من المسرحية، فقرر حمدى أحمد الانسحاب من العمل، وعند العودة من الكويت تم استبداله بالفنان حسين الشربينى ثم الفنان أحمد بدير الذى استمر معها حتى نهاية عرض المسرحية.
أصيب الفنان حمدى أحمد، بالذبحة الصدرية، دخل على إثرها العناية المركزة، وجلطة في المخ جعلته طريح الفراش شهورا طويلة حتى رحل.