رئيس التحرير
عصام كامل

نحن معك

بهذه الكلمات التى اخترتها عنوانا لمقال اليوم استهل محمد بن زايد كلمته أمام قمة المناخ ليعلن ترحيب بلاده بالدعوة التى أطلقها الرئيس السيسي، بعد أن انتهى من كلمته أمام القمة لوقف الحرب الأوكرانية التى كان لها تداعياتها على العالم كله.. وما قاله رئيس الإمارات سجله المشاركون في القمة تصفيقا بعد إطلاق الرئيس السيسي دعوته.  وهكذا ثمة رغبة عالمية لوقف الحرب الأوكرانية بعد أن عانى العالم من تداعياتها بما فيها الولايات المتحدة التى ترغب إدارتها في استمرار هذه الحرب حتى يستمر استنزاف روسيا عسكريا واقتصاديا وإضعاف أوروبا أيضا.. 

 

ولكن ثمة ما يشى من تصرفات وتصريحات لمسئولين أمريكيين تفيد بأنه حتى أمريكا بدأت هى الأخرى تنزعج من تداعيات هذه الحرب عليها، وتطالب أوكرانيا بقبول التفاوض مع روسيا بحثا عن حل سياسى لتلك  الأزمة.  وهنا يمكن أن تلقى الدعوة المصرية فى هذا التوقيت تحديدا استجابة روسية وأوكرانية معززة بقبول أمريكا وقبلها أوروبا بحل سياسى لتلك الأزمة.. 

 

خاصة وأن الوسطاء الذين يعرضون وساطتهم كثروا مؤخرا ومنهم تركيا والإمارات ودوّل أوربية أيضا! 

لكن لا يعنى ذلك أن الحل سهل وإنما سوف يحتاج التوصل له إلى مفاوضات شاقة وطويلة ستواجه عثرات وتوقفات، وإن كان اقتراب فصل الشتاء له تأثير على هذه المفاوضات لحاجة الأوربيين إلى تفادى نقص الطاقة لديهم  فيه، وأيضًا نتيجة انتخابات الكونجرس الأمريكى سيكون لها تأثيرها أيضا فى ظل استهلاك قدر من مخزون السلاح الأمريكى بسبب الدعمَ العسكرى الأمريكى لأوكرانيا.

 


والمؤكد أن استعداد كل من روسيا وأوكرانيا فى ظل هذه الظروف والأوضاع والتطورات هو سيكون الأمر الحاسم لبدء المفاوضات بينهما والتى لا ترفضها روسيا بينما مازالت أوكرانيا تتحفظ عليها وترفضها، ثم لقبول التنازلات للتوصل إلى حل سياسى، وهنا ستكون الصعوبة الأكبر التى تواجه هذه المفاوضات المرتقبة لأن روسيا أعلنت أنها ضمت أربع مقاطعات لأراضيها وتعتبرها أراض روسية الآن بينما تصر أوكرانيا على استعادتها مع جزيرة القرم أيضا.    

الجريدة الرسمية