يكره العرب ولا يعترف بفلسطين.. عودة نتنياهو برفقة المتطرف إيتمار بن غفير
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، اليوم، إنه يقر بالهزيمة أمام رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في الانتخابات.
فوز كتلة نتنياهو
وقال البيان، إن لابيد هنأ نتنياهو وأصدر تعليمات لمكتبه للإعداد لانتقال منظم للسلطة.
وقال لابيد "دولة إسرائيل تأتي قبل أي اعتبار سياسي. أتمنى التوفيق لنتنياهو من أجل شعب إسرائيل ودولة إسرائيل".
وأعلنت لجنة الانتخابات الإسرائيلية النتائج النهائية لانتخابات الكنيست والتي أظهرت فوز التكتل الذي يقوده نتنياهو بأغلبية 64 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدًا.
ترأس نتنياهو للحكومة
ويتوقع أن يترأس رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، أكثر الحكومات يمينية في تاريخ الاحتلال عندما يتولى السلطة، على الأرجح في الأسابيع المقبلة
ويحتاج نتنياهو إلى 61 مقعدا لتشكيل حكومة تعيده إلى مكتب رئاسة الوزراء الذي غادره العام الماضي إثر تشكيل حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد.
وكان نتنياهو قال لأنصاره المبتهجين في مقر الحملة الانتخابية لحزبه بعد الحملة الانتخابية التي استمرت لأسابيع "نحن على وشك تحقيق نصر كبير جدًّا".
إيتمار بن غفير
وأثار تحالف نتنياهو المرتقب مع المتعصب القومي إيتمار بن غفير قلق الفلسطينيين وأعضاء من الأقلية العربية في إسرائيل.
لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني بالنسبة لزعيم التيار اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الذي يتحدث عن "أزمة وجودية من أجل بقاء الشعب اليهودي" فقد بنى شعبيته على كراهية العرب والدعوة لطرد الفلسطينيين من وطنهم.
وسيلعب بن غفير دورًا محوريًّا في مساعدة نتنياهو على العودة إلى السلطة مع تحالف "الصهيونية الدينية" الذي يتزعمه، إذ تشير النتائج إلى حصوله على 14 مقعدًا.
وقبل أسابيع من الانتخابات، لوَّح بن غفير بمسدس في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة وسط مواجهات بين الفلسطينيين من جهة وقوات الاحتلال التي ترافق مؤيديه من جهة أخرى.
اليوم التالي، نشر اليميني المتطرف صورته واقفا بجانب اثنين من أطفاله حاملين بنادق ألعاب. وكتب على تويتر "بعد أعمال الشغب.. أقوم بتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الإرهابيين".
وشكل فوز تحالف "الصهيونية الدينية" مفاجأة سارة لأنصاره، وهو مؤلف من حزبين يمينيين متشددين هما "القوة اليهودية" برئاسة بن غفير و"الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش.
الهوية اليهودية
وبعد صدور النتائج الأولية، قال بن غفير مخاطبًا مناصريه "صوّتَ الجمهور للهوية اليهودية.. حان الوقت أن نعود أسياد بلدنا". وفسر صعود حزبه الكبير إلى غياب الأمن في إسرائيل.
وأكد في خطابه أنه يريد أن يسير الناس بأمان في الشارع وألا تكون "أيدي الجنود والشرطة مقيدة" مجددا النداء للسماح لعناصر القوى الأمنية باستخدام مزيد من القوة ضد الفلسطينيين.
وسبق أن أعلن بن غفير أنه يطمح لحقيبة الأمن الداخلي المسؤولة عن الشرطة، في حين أعلن سموتريتش أنه يطمح لحقيبة الدفاع في حكومة يشكلها نتنياهو، مما تسبب بقلق واسع في إسرائيل بسبب مواقفهما المتشددة.
ونتنياهو لم يحسم في المقابلات الصحفية، التي أجراها خلال الأسبوعين الماضيين، الموقف بشأن مطلب بن غفير أو سموتريتش.
الصهيونية الدينية
وليس من الواضح أيضًا إذا ما كان "الصهيونية الدينية" سيبقي على تحالفه مع "القوة اليهودية" بعد أن احتفلا بالانتصار في الانتخابات بصورة منفصلة.
وأعلن بن غفير أنه يسعى إلى تشكيل "حكومة يمينية بالكامل" برئاسة نتنياهو.
الموت للعرب
وينظر إلى بن غفير على أنه ظاهرة صعود اليمين المتشدد في إسرائيل، وقد هتف أنصاره في حفل الانتصار فجر الأربعاء بشعار "الموت للعرب".
غير أن طموح بن غفير السياسي جعله يخفّف من حدة بعض آرائه، فبدلا من "الموت للعرب" صار يهتف "الموت للإرهابيين!".
وبرز اسمه في العديد من الأحداث، السنوات الأخيرة، وخاصة عندما أقام خيمة في حي الشيخ جراح بمدينة القدس الشرقية.
وسبق أن دعا بن غفير إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتسبب في تصعيد الأوضاع بالقدس الشرقية عقب إقامته مكتبا برلمانيا في حي الشيخ جراح، كما قاد المستوطنين مرات عديدة لدى اقتحامهم المسجد الأقصى.
من هو وبن غفير؟
وبن غفير مولود بالقدس الغربية عام 1976 لأم وأب مهاجرين من يهود العراق، ومعروف بمواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين، وهو من سكان مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وبرز اسمه في كل الأحزاب اليهودية المتطرفة بدءا من "موليدت" الذي دعا إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين من إسرائيل، مرورا بـ "كاخ" المصنف "إرهابيا" وفق القانون الإسرائيلي، وصولا إلى "الصهيونية الدينية" الذي أدخله الكنيست في أبريل 2021 بعد محاولات فاشلة.
ويستلهم أفكاره من الحاخام المتشدد مائير كاهانا، زعيم حركة "كاخ" التي سعت لطرد الفلسطينيين في إسرائيل.
أفكار باروخ جولدشتاين
وكان كاهانا -الذي اغتيل في نيويورك العام 1990- مصدر إلهام أيديولوجي لباروخ جولدشتاين الذي قتل 29 مصليًا فلسطينيًا بالخليل سنة 1994.
واعتاد بن غفير تعليق صورة جولدشتاين في منزله، لكنه أزالها بعدما دخل عالم السياسة. ويُكسبه خطابه مؤيدين في جميع أنحاء إسرائيل، كما لوحظ أن نسبة الشباب من مؤيديه تتزايد.
وعندما بلغ سن 18 عاما، أُعفي من الخدمة الإلزامية بالجيش الإسرائيلي بسبب مواقفه اليمينية المتشددة.
عام 2007، أُدين بن غفير بالتحريض على العنصرية بسبب حمل لافتة في مظاهرة كتب عليها "اطردوا العدو العربي".
درس بن غفير القانون، إلا أن نقابة المحامين رفضت منحه العضوية بسبب سجله الجنائي، لكن بعد احتجاجات قادها بنفسه تم السماح له بالانتساب للنقابة.
وفي يناير 2011، كتب موقع "والا" الإخباري العبري، أن "اللجنة المركزية لنقابة المحامين رفضت طلبا من الناشط اليميني بن غفير للحصول على إذن للتخصص كمحام".
لكن في يونيو 2012، قالت صحيفة "معاريف" العبرية، "بن غفير اجتاز امتحانات نقابة المحامين بعد صراع طويل".
ومع حصوله على شهادة مزاولة المحاماة، برز بن غفير مدافعا عن عناصر اليمين المتشدد المتهمين بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين، بما فيه جماعة "لاهافا".
وكان نتنياهو فشل، السنوات الأخيرة، في الحصول على ثقة هذا العدد من الأصوات مما منعه العام الماضي من تشكيل حكومة، وأخرجه من السلطة إلى المعارضة.