تعثر اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا يهدد بمجاعة
سادت مخاوف من تفاقم أزمة الغذاء في العديد من دول العالم، بعد انسحاب روسيا من اتفاق صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية؛ بما يهدد بمجاعة على مستوى الكثير من البلدان.
وسمح الاتفاق الذي أبرم في يوليو برعاية الأمم المتحدة وتركيا، بتصدير ملايين أطنان الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية منذ بدء النزاع في فبراير. ورفع الحصار أسعار المواد الغذائية، مثيرا مخاوف من حدوث مجاعة.
وعلقت روسيا السبت الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية الحيوي لإمدادات الغذاء في العالم، بعد هجوم بمسيّرات استهدفت سفنها في شبه جزيرة القرم وحملت مسؤوليته لأوكرانيا وبريطانيا.
وهددت روسيا عدة مرات بوقف العمل بالاتفاق الذي سمح بشحن نحو 9 ملايين طن من الحبوب من أوكرانيا التي تمزقها الحرب منذ نهاية شهر يوليو الماضي.
ووفق أرقام معلنة، يعاني 193 مليون شخص من جوع مدقع، علما بأنه تم تقييم البيانات حتى عام 2021، أي أنه لم يتم أخذ عواقب الحرب الروسية الأوكرانية بعين الاعتبار من الناحية الإحصائية، وفقا للمنظمة الألمانية "فيلت هونجر هيلفه" المعنية بمكافحة الجوع في العالم.
سلاح الغذاء
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن كاسحة ألغام تابعة للبحرية أصيبت بأضرار طفيفة من هجوم "ضخم" بطائرة بدون طيار على أسطولها في البحر الأسود في شبه جزيرة القرم.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان على تليجرام أن "الجانب الروسي يعلق المشاركة في تنفيذ اتفاقات تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية".
ومن جانبه، اتهم وزير الخارجية الأوكراني موسكو باستخدام "ذريعة كاذبة" لتعليق مشاركتها في ممر الحبوب بالبحر الأسود، السبت.
وقال كوليبا في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "لقد حذرنا من خطط روسيا لتدمير مبادرة حبوب البحر الأسود.. والآن تستخدم موسكو ذريعة كاذبة لسد ممر الحبوب الذي يضمن الأمن الغذائي لملايين الأشخاص".
كما اعتبرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أن روسيا التي أعلنت السبت تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، تستخدم "الغذاء سلاحا".
وقالت أدريين واتسون في بيان: إن "روسيا تحاول مجددا استعمال الحرب التي بدأتها ذريعة لاستخدام الغذاء سلاحا، الأمر الذي يوثر مباشرة في البلدان على صعيد الحاجة واسعار المواد الغذائية في مختلف أنحاء العالم، ويفاقم الأزمات الإنسانية الخطيرة أصلا وانعدام الأمن الغذائي".
مفاقمة المشاكل
يشار إلى أنه قبيل الإعلان عن تعليق اتفاق الحبوب، انتقد وزير الزراعة الروسي مرة أخرى النص على التلفزيون، واتهم دول الاتحاد الأوروبي باحتكار الصادرات الأوكرانية التي ينبغي أن تذهب إلى البلدان الفقيرة. وسبق أن أنكر مركز التنسيق الموجود في تركيا هذه الادعاءات.
وقال ديمتري باتروشيف: إن "اتفاق الحبوب للأسف لم يحل مشاكل البلدان المحتاجة، بل فاقمها أيضا إلى حد ما"، وتعهد تسليمها مجانا تصل إلى 500 ألف طن من الحبوب الروسية.
تدخل أممي
ولخطورة الأمر، دعت الأمم المتحدة إلى الحفاظ على اتفاق تصدير الحبوب، وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك: "من الحيوي أن يمتنع كل الأطراف عن أي عمل من شأنه أن يعرض اتفاق الحبوب في البحر الأسود للخطر"، مؤكدا أن لهذا الاتفاق "أثرًا إيجابيًّا" لتأمين الغذاء للملايين في مختلف أنحاء العالم.
كما طالبت كييف موسكو بـ "الوفاء بالتزاماتها" بموجب الاتفاق، وأضافت على لسان وزير خارجيتها دميترو كوليبا: "إن موسكو تلجأ الى ذريعة كاذبة من اجل إغلاق ممر الحبوب الذي يوفر الأمن الغذائي لملايين الأشخاص. أدعو جميع الدول إلى مطالبة روسيا بالكف عما وصفته بـ ألاعيب الجوع".
معدلات الجوع
أعلنت منظمة "فيلت هونجر هيلفه" الألمانية المعنية بمكافحة الجوع في العالم، عن زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع على مستوى العالم مقارنة بالعام الماضي.
وكشفت المنظمة، الخميس الماضي عند عرض مؤشر الجوع العالمي الخاص بها، أن 828 مليون شخص يعانون من الجوع على مستوى العالم حاليا.
وأشارت إلى أن النزاعات والأزمات المتزامنة والمتنوعة حاليا، مثل أزمة المناخ ووباء كورونا، تهدم أية أوجه تقدم في مكافحة الجوع في العالم، لافتة إلى أن الحرب في أوكرانيا تسببت في تفاقم الوضع بشكل كبير مرة أخرى.
وبالمقارنة بالعام الماضي، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع على مستوى العالم من 811 مليون شخص إلى 828 مليون شخص.
وبحسب البيانات، يعاني 193 مليون شخص من جوع مدقع، علما بأنه تم تقييم بيانات حتى عام 2021، أي أنه لم يتم أخذ عواقب الحرب الروسية ضد أوكرانيا بعين الاعتبار من الناحية الإحصائية.
كارثة
وجاء في بيان المنظمة: "الحرب في أوكرانيا- مع تأثيراتها على الإمدادات العالمية بالسلع الغذائية والأسمدة والوقود وأسعارها- سيحول الأزمة إلى كارثة".
ونتيجة للحرب التي تشنها روسيا والتي بدأت في نهاية شهر فبراير الماضي، ظلت الحبوب عالقة في موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود حتى تم التوصل إلى اتفاق يوليو.
ومن بين إجمالي الكميات التي تم شحنها منذ مغادرة السفن الأولى أوكرانيا، في مطلع أغسطس، شكلت الذرة أكثر من 3 ملايين طن والقمح أكثر من مليوني طن.