جورجيا ميلوني تتسلم اليوم رئاسة حكومة إيطاليا
بـ24 وزيرًا بينهم ست نساء، تقود جورجيا ميلوني أكثر حكومة يمينية التوجه في إيطاليا، منذ الحرب العالمية الثانية، وسط تخوفات من أجندة روما المثقلة بالتحديات خلال الفترة المقبلة.
فرئيسة الوزراء الجديدة، والتي ستتسلم السلطة اليوم الأحد، من سلفها ماريو دراجي، في قصر "كيجي" مقر الحكومة القريب من البرلمان، تعهدت بالعمل عن قرب مع شركائها الدوليين رغم تباين وجهات نظر حلفائها في الائتلاف.
وكانت زعيمة اليمين المتطرف في إيطاليا جورجيا ميلوني أدت أمس السبت اليمين الدستورية رئيسةً للوزراء، قائلة في تغريدة أرفقتها بصورة الحكومة الرسمية: "هذا الفريق الحكومي" الذي سيخدم إيطاليا "بفخر وحس بالمسئولية (..) الآن، إلى العمل".
إلا أن ولاية ميلوني أثارت المخاوف في ربوع أوروبا، من اتجاه روما إلى السير على خطى بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى موقفها من الحرب في أوكرانيا.
رسائل طمأنة
وفي محاولة من جورجيا ميلوني لطمأنة الحلفاء من حكم رئيسة الوزراء الأكثر يمينية والأكثر تشكيكًا بجدوى الاتحاد الأوروبي في إيطاليا منذ 1946، كانت أولى الرسائل تتمثل في التشكيلة الوزارية الجديدة التي حملت رسائل إيجابية إلى بروكسل.
فمن شأن تعيين الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني في منصب نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية، وهو عضو في فورتسا إيطاليا، وتولي جانكارلو جاورجيتي حقيبة الاقتصاد وهو ممثل الجناح المعتدل في "الرابطة" وقد تولى حقيبة وزارية في حكومة رئيس الوزراء ماريو دراجي المنتهية ولايتها، أن يطمئن بروكسل.
ثاني تلك الرسائل، ما صرحت به ميلوني ردًا على رسالة تهنئة من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج والتي تعهدت فيها بالعمل مع الناتو، قائلة: "هذا أكثر من مجرد تحالف عسكري: إنه حصن من القيم المشتركة لن نتوقف عن الدفاع عنه".
تلك الرسائل "الإيجابية" بدت واضحة كذلك، في ردها على تهنئة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلة إن "إيطاليا كانت وستظل دائما إلى جانب الشعب الأوكراني الشجاع الذي يناضل من أجل حريته ومن أجل السلام الشرعي".
إلا أن تعهدها العمل عن قرب مع "الناتو" ودعم أوكرانيا يتناقض مع مواقف شريكيها في حكومتها الائتلافية واللذين يُعتبران مقربَين من روسيا.
أصداء إيجابية
فزعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني من أشد المعجبين بالرئيس فلاديمير بوتين منذ فترة طويلة، وكذلك رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني زعيم حزب فورتسا إيطاليا.
وسرب هذا الأسبوع تسجيل لبرلسكوني يتحدث فيه عن علاقاته "الدافئة" مع موسكو، والهدايا المتبادلة بينه وبين بوتين، إضافة الى تحميلة زيلينسكي مسؤولية الحرب.
واضطرت ميلوني المؤيدة للأطلسي ولدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، إلى مواجهة مواقف برلوسكوني المثيرة للجدل هذا الأسبوع، مؤكدة أن إيطاليا "جزء لا يتجزأ وبرأس مرفوع" من أوروبا وحلف شمال الأطلسي، وهي رسالة لاقت أصداء إيجابية في واشنطن وكييف والأطلسي الذي وجه أمينه العام ينس ستولتنبرج "تهانيه" إلى ميلوني.