أين نحن من أخلاق نبينا!
إذا أردنا الخير والأمان والاستقرار ورفع الغلاء والوباء والبلاء، وقطعًا نحن نريد ذلك، فعلينا أن نطبق قوله صلى الله عليه وسلم: "إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا" وقوله: "ما من شيء أثقل في ميزان الإنسان يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء. وقد روى الترمذيُّ عن جابرِ بنِ عبد الله رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا المُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: «المُتَكَبِّرُونَ».
وهنا يثور سؤال: أين نحن من أخلاق نبينا خاصة في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الإنسانية، ولماذا ساءت أخلاقنا، وتراجعت قيمنا، حتى انتشر الغش والجشع وتاجر البعض بالأزمة وتربحوا بالاحتكار والمغالاة في الأسعار بطريقة غريبة؟!
هل نسوا قوله تعالى: "فأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا" (سورة الفجر). وإذا كانت البشرية اليوم في بلاء وشدة، أليس حريًا بنا أن نعلى قيم الصبر والحق لقوله تعالى: "وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ".