ذكرى عرضه.. كيف تسبب لفظ "خارج" بفيلم ميرامار في استنفار رجال عبد الناصر
بعد نكسة 67 وأثناء حرب الاستنزاف عرض في مثل هذا اليوم 13 أكتوبر عام 1969 الفيلم العربى ميرامار المأخوذ عن قصة بنفس الاسم كتبها الأديب العالمى نجيب محفوظ، والفيلم صنفه النقاد بالفيلم السياسى، حيث تعرض الأديب نجيب محفوظ في روايته ميرامار إلى شرائح ما زالت موجودة في المجتمع المصري بعد الثورة وشرائح أخرى استحدثت، اتسم الفيلم بالرمزية ورفضته الرقابة وعاد للعرض بعد حذف عبارة منه بأمر رئاسي.
فيلم "ميرامار" احتل المركز 29 من قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، كتب له السيناريو والحوار ممدوح الليثى وأخرجه كمال الشيخ وبطولة شادية، يوسف شاهين، يوسف وهبى، أبو بكر عزت،عماد حمدي، عبد المنعم إبراهيم.
شرائح من المجتمع
من الشخصيات التي تعرض لها نجيب محفوظ في ميرامار وجميعها من الشرائح التي سادت المجتمع في مصر وقصد من الفيلم نقد الأوضاع في مصر بعد النكسة، والتي ركز عليها كاتب السيناريو ممدوح الليثى منهم: ماريانا اليونانية صاحبة البنسيون، وطلبة مرزوق الإقطاعي الكبير الذى صادرت الثورة أرضه وقدمه يوسف وهبى، وسرحان البحيرى الانتهازي والوصولي وقدمه يوسف شعبان، وعامر وجدي الوفدى القديم والصحفي على المعاش وقدمه عماد حمدى وكان الشخصية الوحيدة المتزنة في مجموعة البنسيون، وحسني علام من أعيان طنطا المهرج الذي استعمل بعض الإفيهات طوال الفيلم مثل "فركيكو لا تلومنى" وقدمه أبو بكر عزت، ومنصور باهى المذيع بإذاعة الإسكندرية اليسارى المعارض لسياسات الثورة ورجالها وأخوه الضابط بالجيش الذى يراقب كل تصرفاته ليحد منها،وقام بدوره المذيع عبد الرحمن على.
وأخيرا زهرة الفتاة الريفية القوية وهى الشخصية المحورية في الرواية التى هربت من قريتها ومن اسرتها لأن أهلها أرادوا تزويجها من رجل عجوز لأجل ماله، حيث تأتي المصادفة بها إلى بنسيون ميرامار بالاسكندرية لتخدم مجموعة من الرجال ينتمون إلى جيلين مختلفين واتجاهات سياسية واجتماعية مختلفة.. وتتعلم أيضا وتمحو أميتها ويتصارع عليها نزلاء البنسيون الخمسة دون ان تفقد كرامتها،والتى نجحت فى أداء دورها حتى أن الأديب نجيب محفوظ قال عنها: شادية من أكثر الفنانات اللاتى نجحن فى تجسيد روح الشخصيات التى كتبتها فى رواياتى التى قدمت في السينما.
الرقابة تعترض
عند عرض فيلم ميرامار اعترضت الرقابة على المصنفات برئاسة اعتدال ممتاز عليه حتى أنه تعرض للمنع والحذف لبعض مشاهده، بعد أن اعترضت مديرة الرقابة في البداية على عبارة "طظ" التى أطلقها يوسف وهبي حين قال له يوسف شعبان إنه عضو باللجنة السياسية للاتحاد الاشتراكى، فقررت منع الفيلم من العرض.
لجأ السيناريست ممدوح الليثى ـ كاتب ومنتج الفيلم ـ والمخرج كمال الشيخ إلى مكتب الرئيس جمال عبد الناصر للشكوى من الخسائر التي تعرضوا لها نتيجة وقف عرض الفيلم، وأبلغ محمود الجيار السكرتير الخاص للرئيس الأمر إلى الرئيس عبد الناصر الذى طلب مشاهدته فأعجبه وقال ليس فيه شيئا، ولم يكتف الرئيس بذلك بل طلب عرضه على أنور السادات وكان رئيسا لمجلس الأمة، وإعداد تقرير عنه.
شاهد السادات الفيلم ومعه شعراوى جمعة وزير الداخلية وحكمت أبو زيد وزيرة الشئون الاجتماعية داخل مكتب الرقابة فلم يعترض فيه على عبارة طظ ولا الرمزية في الأحداث لكنه اعترض على بعض الألفاظ التي تهين المرأة في الفيلم وطلب حذفها بأمر رئاسي وأعيد عرض الفيلم.
بنسيون ميرامار
تدور أحداث رواية ميرامار في الستينات في بنسيون ميرامار بالاسكندرية وقد أصدرها الأديب نجيب محفوظ عام 1967، ومن هنا اتخذ اسم الرواية، أما بنسيون ميرامار فيقع في عمارة بنيت عام 1928 وهى تضم فندقا وهناك فنانون كثيرون كانت هوايتهم النزول به أثناء وجودهم بالإسكندرية منهم مارى منيب وسليمان نجيب وحسن فايق وغيرهم، كما قالت جيهان كمال حفيدة مالك العقار التي ورثته وأصبحت مالكة له.