زي النهاردة.. مولد العالم والمفسر والفقيه الشافعي جلال الدين السيوطي
في مثل هذا اليوم من 1445 وُلد جلال الدين السيوطي المؤرخ، والعالِم المسلم، والإمام الحافظ، والمفسر، والأديب، والفقيه الشافعي.
عن نشأته
نشأ في القاهرة يتيمًا؛ إذ مات والده وعمره خمس سنوات، ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس، وخلا بنفسه في روضة المقياس على النيل، منزويًا عن أصحابه جميعًا، كأنه لا يعرف أحدًا منهم، فألف أكثر كتبه.
وكان الأغنياء والأمراء يزورونه ويعرضون عليه الأموال والهدايا فيردها. وطلبه السلطان مرارًا فلم يحضر إليه، وأرسل إليه هدايا فردها، وبقي على ذلك إلى أن تُوفي، وكان يُلقب بـ«ابن الكتب» لأن أباه طلب من أمه أن تأتيه بكتاب، ففاجأها المخاض، فولدته وهي بين الكتب.
وينتمي جلال الدين السيوطي إلى أسرة تعود جذورها إلى شيخ من أهل الحقيقة والتصوف اسمه همام الدين الخضيري، نسبة إلى محلة الخضيرية في بغداد، بينما هو ذكر أنه أنصاري جعفري الأرومة وأن جَده من أم شريفة النسب.
أحداث زمانه
سقطت خلال حياته الخلافة العباسية في بغداد عام 1258م على أيدي المغول، وتحطم معها كل شيء بدءًا من النظام السياسي الذي سقط، والخليفة الذي قُتل هو والعلماء والرعية -إلا القليل- وانتهاءً بالمكتبة العربية الضخمة التي أُلقيت في نهر دجلة.
وفي أقصى الغرب زالت دولة الإسلام بالأندلس بعد سقوط غرناطة عام 897 هـ، الموافق عام 1492م، ثم جاءت معها محاكم التفتيش لتقضي على البقية الباقية من المسلمين هناك، وتحرق مكتبة الإسلام العامرة هناك، وبدا المشهد وكأن المغول يطوون سجادة الإسلام من خريطة العالم.
غير إن هذه الهزة السياسية العنيفة واكبها صعود ثقافي وعلمي للمسلمين، حيث ظهر عصر الموسوعات الضخمة في العلوم والفنون والآداب، والذي استمر أكثر من قرن ونصف.
مشكلاته
قضى السيوطي فترة غير قصيرة في خصومات مع عدد من علماء عصره، كان ميدانها الحملات الشرسة في النقد اللاذع في الترجمة المتبادلة، ومن خصومه البرهان الكركي، وأحمد بن محمد القسطلاني، والشمس الجوجري، غير إن أشد خصوماته وأعنفها كانت مع شمس الدين السخاوي، الذي أتهم السيوطي بسرقة بعض مؤلفاته، واغتصاب الكتب القديمة التي لا عهد للناس بها ونسبها إلى نفسه، ورد على كل هذه الحملات بقوة ووثق ردوده واستمر في اعتزال الناس حتى توفى عام 17 أكتوبر 1505 عن عمر يناهز 60 عامًا.