رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. هارون الرشيد يتولى الخلافة.. ويصبح أشهر حاكم في الدولة العباسية

هارون الرشيد
هارون الرشيد

في مثل هذا اليوم من عام 786، تولى هارون الرشيد الخلافة بعد مقتل أخيه الهادي، ويعتبر من أشهر الخلفاء العباسيين وأكثرهم ذكرا حتى في المصادر الأجنبية.

عن حياته ومسيرته 

هو ابن الخليفة محمد المهدي من زوجته الخيزران، بنت عطاء التي كان لها نفوذ كبير في الدولة، ولد عام (766م) في مدينة الري التي أصبحت جزءًا من إقليم الجبال في فترة الدولة العباسية. 

كان والده واليًا على المدينة، وتربى الرشيد مع أولاد الأمراء والقادة في الدولة العباسية ومع إخوته في الرضاعة؛ الفضل وجعفر أولاد يحيى البرمكي الذي صارت له مكانة عظمى بالدولة العباسية.

وفي عام 151 هـ، وبعد وفاة جعفر الابن الأكبر للخليفة أبو جعفر المنصور، عادت أسر المهدي إلى بغداد، وقد أصبح المهدي وليًا للعهد.

 طفولة هادئة 

عاش الرشيد طفولة هادئة ومستقرة في ظلّ رعاية والده وجده، وكان ممن تولى تربيته وتعليمه عالم النحو علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي المعروف (الكسائي)، الذي ظل معه حتى وفاته ثم صار أيضًا معلمًا لابن الرشيد محمد الأمين. كما تولى تربيته وتعليمه المعلم المفضل الضبي الذي صنف للمهدي كتاب "المفضليات".

في عام 158 هـ توفي أبو جعفر المنصور وأصبح المهدي في منصب الخلافة ودفع بابنه هارون للتدرب على الفروسية والرمي وفنون القتال،  وقال محمد بن علي الخراساني: "الرشيد أول خليفة لعب بالصوّالجة والكرة، ورمى النشاب في البرجاس، وأول خليفة لعب بالشطرنج من بني العباس".

عندما أصبح هارون شابًا يافعًا، عينه والده قائدًا في الجيش الذي يضم العديد من قادة الكبار وأمراء الدولة، وكان عمر هارون وقتها لا يتجاوز الخمس عشر عامًا، وخرج الجيش عام 163 هـ إلى أراضي الروم وتوغل فيها وأظهر هارون براعة في قيادته وحاصر قلعة رومية اسمها "سمالوا" ثمانية وثلاثين يومًا حتى انتهى الأمر بفتحها، وعاد الرشيد بالجيش سالمًا محملًا بالغنائم، فاستقبله أهل بغداد وكافأه المهدي بتوليته بلاد أذربيجان وأرمينية.

تولي الخلافة

بويع الرشيد بالخلافة ليلة الجمعة التي توفي فيها أخوه موسى الهادي (14 ربيع الأول 170 هـ / 14 سبتمبر 786م) وكان عمر الرشيد وقتها اثنتين وعشرين سنة،  وكانت الدولة العباسية حين آلت خلافتها إليه مترامية الأطراف متباعدة، تمتد من وسط آسيا حتى المحيط الأطلسي، معرضة لظهور الفتن والثورات، تحتاج إلى قيادة حكيمة وحاسمة يفرض سلطانها الأمن والسلام، وتنهض سياستها بالبلاد، وكان الرشيد أهلًا لهذه المهمة الصعبة في وقت كانت فيه وسائل الاتصال صعبة، ومتابعة الأمور شاقة.

 

بتولي الرشيد الحكم، بدأ عصر زاهر كان واسطة العقد في تاريخ الدولة العباسية التي دامت أكثر من خمسة قرون، ارتقت فيه العلوم، وسمت الفنون والآداب، وعمَّ الرخاء ربوع الدولة الإسلامية، ولقد أمسك هارون الرشيد بزمام هذه الدولة وهو في نحو الثانية والعشرين من عمرهِ، فأخذ بيدها إلى ما أبهر الناس من مجدها وقوتها وازدهار حضارتها

الجريدة الرسمية