بسبب التضييق الأمني ونقص المكون البشري.. داعش يلجأ إلى تغيير نمط القيادة
تناول "أبو عمر المهاجر" المتحدث الرسمي باسم تنظيم داعش الإرهابي، على مدى نصف ساعة في خطاب جديد بعنوان: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) عن تكفير عموم المسلمين وامتلاك ناصية الحق، بخلاف الموضوعات المتكررة من دعوات الانضمام إلى التنظيم، وبث للكراهية، وتحريض الشعوب ضد الحكومات.
وعلق مرصد الأزهر على هذا الخطاب بأنه غالبًا ما تشترك الجماعات الإرهابية في تكفير المسلمين والترويج إلى فكرة ارتداد الأمة الإسلامية إلى عصور الجاهلية، وذلك بالمخالفة إلى نص حديث رسول الله ﷺ وفيه:" إِنَّي واللهِ ما أخافُ عليكم أنْ تُشْرِكوا بعدي..." والحديث عن امتلاك ناصية الحق مردود بحديث:" اتَّبِعُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ، فَإِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ" أي الاتباع فقط يكون للدين، ولذلك لن نستطرد طويلًا في هذه المسألة.
واضاف المرصد أن المتتبع لخطابات التنظيم مؤخرًا، يلمس تغييرًا في نمط القيادة والاستمرار في سياسة استهداف السجون في دول مثل: أفغانستان ونيجيريا والكونغو، نزولًا على رغبة العناصر بديلًا عن فكرة الثأر من أوروبا وأمريكا.
وبعبارة أخرى لم تعد الأوامر تصدر من القيادات وإنما عن القاعدة بوصف ذلك مؤشرًا على مرحلة جديدة في حياة التنظيم الإرهابي. بدليل أن (المهاجر) كان قد حثّ في أبريل الماضي العناصر المعتقلة على الصبر لحين التمكين وتجاوز مرحلة الضعف. لكن الخطاب الجديد يثني على إستراتيجية (هدم الجدران) ويحث على المزيد من عمليات الهجوم على السجون.
ولفت مرصد الازهر إلى أن هذه السياسة ليست جديدة، وأن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف كان قد حذّر في مايو الماضي من تداعيات هذه الإستراتيجية على استعادة تنظيم داعش الإرهابي عافيته من جديد. لكن بشكل عام فإن هذا التوجه يعكس مدى هشاشة القيادات، ويكشف بالوقت نفسه عن تخبط التنظيم. وهذا التخبط وتلك الإستراتيجيات المضطربة إنما تهدف إلى كسب العديد من العناصر البشرية وإرضاء قاعدة التنظيم في بعض المناطق.
وأوضح الأزهر أن التضييق الأمني والعسكري، والمعاناة الحادة في نقص المكون البشري، أجبر قيادات داعش الإرهابي على الاستجابة لمطالب العناصر بالاستمرار في سياسة مهاجمة السجون، بالتوازي مع الهجمات السيبرانية عبر شبكات التواصل الاجتماعي لاستقطاب المزيد من الشباب حول العالم، وضخ دماء جديدة في أوردة التنظيم.
وعليه بعث مرصد الأزهر بأشد عبارات التحذير لحماية السجون التي يقبع فيها عناصر متطرفة في كل بلاد العالم، والعمل بشكل جاد في حجب المحتوى المتطرف من الوصول إلى شبابنا حفاظًا عليهم.