السعادة الحقيقية في العطاء!
لاشك أن السعادة الحقيقية ليست في المكسب والمغنم والأخذ من الآخرين، وإنما اللذة الحقيقية في العطاء دون انتظار مقابل؛ فإذا أردت شعورا حقيقيًا بالسعادة فعليك البحث عن محتاج تعطيه لترى في عينيه نظرة امتنان وفرحة لا يمكن إخفاؤها.. في مسح دمعة يتيم فقد الحنان والرعاية ودفء الأم أو الشعور بالأمان في كنف الأب.. فالرسول الكريم كما قالت أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها "فوالله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق"..
وحين تساند البائس والمتعب فذلك أمر ضروري في الحياة الاجتماعية؛ فما قيمة مجتمع بائس حتى لو ملكت فيه المال والنفوذ والجاه..الإنسان بمن حوله وبمجتمعه فإذا كان مجتمعًا ترفرف السعادة على أفراده جميعًا تحقق فيه الأمن والشعور بالرضا والاستقرار واختفت الضغائن والأحقاد.
عليك أن تربت على كتف البائس وأن تحادثه بما يدخل السرور إلى قلبه ويرى الجانب المضيء من الحياة فيرجع عن كآبته ويدرك حقيقة الحياة، وأنها كما فيها المر فيها الحلو ولن تظهر قيمة أحدهما إلا بوجود الآخر.. والسؤال هنا: هل الأمل والتفاؤل يجلبان المسرات؟ والإجابة نعم بكل تأكيد.
من وصايا رسولنا الكريم إلا نغضب ولم يوص الدين الإسلامي بشيء أو ينه عن شيء إلا وفيه الخير كل الخير للبشرية عامة وللمؤمنين خاصة؛ فالغضب له توابع مؤذية للإنسان والمحيطين به؛ فالغضب يعمي القلب ويحجب العقل ويدمر العلاقات ويترك آثارًا وخيمة من نواح اجتماعية ونفسية وجسدية ومن ثم نهى عنه الإسلام ولابد من البحث عن كل ما يخفف الغضب ويلغيه من حياة الناس وهنا يأتي دور الحكومات التي عليها تحسين أحوال الناس والعمل على راحتهم وحل مشكلاتهم وتيسير أمورهم حتى يشعروا بالأمن والرضا ومن ثم السعادة والهناء.. وأن يكون رضا المواطن عن أدائها هو مقياس نجاحها.