رحلة لم الشمل العربي بالجزائر قبل انعقاد القمة العربية في نوفمبر.. القضية الفلسطينية وتسهيل التبادل التجاري أبرز التوصيات
فرقتهم الحروب والنزاعات الدولية والإقليمية وجائحة فيروس كورونا المستجد.. ليجمعهم من جديد منتدى عربي شامل، ضم أكثر من 150 شخصية من معظم الدول العربية.
حرصت بلاد المليون ونصف المليون شهيد قدمتهم في ثورتها الأولى للاستقلال وبالتزامن مع الاحتفالات بذكراه الثامنة والستين، على جمع وفود عربية من مختلف الدول العربية مشهود لهم بالكفاءة والخبرة في مجالاتهم، لتقديم رؤية إصلاحية وإمكانية التغيير نحو مجتمع أفضل من خلال وضع تصور لأداء المجتمع المدني يرسم مهام جديدة تتيح له أن يكون الركيزة الأساسية لمواجهة وتقديم البدائل والحلول للعديد من التحديات والأزمات الراهنة سياسيا، اجتماعيا، اقتصاديا تربويا وثقافيا.
جاءت القضية الفلسطينية، وتوحيد الصف العربي على جميع المستويات لمواجهة التحديات الدولية الراهنة بما يحافظ على الاستقرار وتحقيق الأمن القومي والغذائي والطاقوي وغيره، وأهم مخرجات "منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك"، الذي انعقد بمدينة وهران بالجزائر، خلال الفترة من 10 إلى 15 سبتمبر 2022، الذي اتفق على نبرة الوحدة والتعاون بهدف التطور الدائم للعالم العربي.
وبدعم وتشجيع من الرئيس عبد المجيد تبّون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، قام المرصد الوطني للمجتمع المدني لأول مرة بتنظيم "منتدى تواصل الأجيال، لدعم العمل العربي المشترك، والذي كان هدفه الأساسي التلاقي المجتمعي العربي ومحاولة حل الخلافات العربية بالسياسة والحوار، تمهيدا للقمة العربية المقرر انعقادها بالجزائر في الأول والثاني من نوفمبر المقبل، في مبادرة لوصول صوت الشعوب العربية للقادة العرب قبل القمة العربية والالتفاف حول مجموعة من التوصيات لرفعها على جدول أعمال القمة.
لم يكن اللقاء سياسيا فقط، وإنما كان له أغراض سياحية، فتتعددت الزيارت السياحية إلى مناطق ومدن أثرية وساحلية تنبض بالتاريخ والحضارة.
حرص أعضاء المرصد الوطني على تنظيم برنامجا سياحيا للوفود العربية، بهدف إحياء القطاع السياحي، وتعريف الشعوب بالنشاط السياحي في دولة الجزائر.
فمن مدينة الجزائر العاصمة إلى ولاية الشلف، ثم مدينة وهران الملقبة بـ الباهية، وهي ثاني أكبر مدن الجزائر بعد العاصمة وإحدى أهم وأجمل مدن المغرب العربي، وتقع على الساحل الغربي للبلاد على البحر المتوسط، عاصمة غرب البلاد، والتي اتخذت مقرا لانعقاد المنتدى وإقامة الوفود العربية المشاركين في المنتدى.
وانتقلت الوفود بعد انتهاء الجلسات في اليوم الرابع منها، إلى ولاية تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2011، ويُطلق عليها عدة ألقاب من بينها "لؤلؤة المغرب العربي" و"عاصمة التقاء الحضارات" و"المتحف المفتوح على الطبيعة"، والتي تعدّ من أقدم المدن الجزائرية والتي تخفي في تفاصيلها كنوزًا حضارية وتاريخية وثقافية.
وفي اليوم الخامس، قام الوفود العربية بزيارة مسجد الجزائر أو مسجد الجزائر الأعظم، وهو ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين، وهو نواة لمجمع ثقافي يضم 25 واجهة، ومركبا يضم دارا للقرآن الكريم ومعهدا عاليًا للدراسات الإسلامية يستوعب ثلاثة آلاف طالب، ومكتبة تتسع لألفي شخص، ومدرسة لتعليم القرآن الكريم وعلومه، إضافة إلى مجموعة من الحدائق والمائيات والأبنية الإدارية ومساكن للموظفين، ومركزا صحيًا.
توصيات المنتدى
وفي 15 سبتمبر، أسدل الستار على فعاليات منتدى "تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك"، والذي أعلن في ختامه عن تأسيس منتدى "وهران للمجتمع المدني العربي".
خرج المنتدى بعدة توصيات أهمها، بلورة رؤية جديدة موحدة تجاه التحديات الراهنة والمستقبلية التي تهم الشأن العربي، لا سيما التكنولوجيا منها وكذلك تداعيات حالة الاستقطاب الدولي وانعكاساته الوخيمة على العالم العربي، بالإضافة إلى الأزمات والكوارث الطبيعية والمناخية وما تفرضه من أثار سلبية على اقتصاد الدول.
إشراك المجتمع المدني العربي في المرافعة لصالح الرؤية العربية في ما يتعلق بمسائل التنمية المستدامة وقضايا التغيرات المناخية في المنتديات والمؤتمرات الدولية والإقليمية، والدفع بالاندماج الاقتصادي العربي برفع الحواجز بين الدول العربية، لا سيما منها تلك المتعلقة بحرية تنقل، الأشخاص والبضائع ورؤوس الأموال.
وجاءت توصية إنشاء منتدى عربي للمجتمع المدني كمنصة تلتقي فيها مختلف أطياف وفعاليات المجتمع المدني العربي للتعبير عن آرائهم وأفكارهم والتشاور بخصوص سبل التكافل فيما بينهم، وإتاحة الفرصة للمجتمع المدني بمفهوم الدبلوماسية الشعبية للمساهمة في تعزيز العمل العربي المشترك عبر تنظيم فعاليات وتظاهرات ترمي إلى تقوية الصف العربي.
واقتراح الآليات القانونية والتنظيمية الملائمة لإشراك وتفعيل المجتمع المدني العربي في المحافل العربية الرسمية على غرار جامعة الدول العربية.
وتفعيل دور المجتمع المدني العربي في تطوير البنية الفكرية لتماسك الأمة والتشبع بهويتها وتعزيز استخدام اللغة العربية، وتطوير البنية التحتية، للإنتاج الثقافي كإنشاء المكتبات العامة والمصالح ودور السينما والمتاحف.
ومواصلة الالتفاف حول قضية العرب المركزية "القضية الفلسطينية" من خلال موقف موحد وقوي عبر إحياء مبادرة السلامة العربية، دعما لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حقه في إقامة دولتهم المستقلة كاملة السيادة عاصمتها القدس الشريف.
وتفعيل دور مختلف فعاليات المجتمع المدني للحفاظ على مركزية أولوية القضية الفلسطينية، فضلا عن دعمها متعدد الأوجه سياسيا واقتصاديا وإنسانيا، بما فيها مسألتي اللاجئين والأسرى الفلسطينيين مع ضرورة حماية مدينة القدس المحتلة من السياسات الإسرائيلية الممنهجة والاستيطانية الرامية إلى تغيير وضعها التاريخي والقانوني والديموغرافي.
ودعوة الجامعة العربية لوضع آليات للتعاون والتفاعل مع المجتمع المدني العربي وإشراك ممثليه في رسم وتنفيذ السياسات العربية في إطار توحيد الرؤى حول القضايا ذات الأولوية والاهتمام المشترك، وبث روح تغيير الوعي المنضبط والمتوازن وفق مقاربة تشاركية يكون المجتمع المدني مرافقا في رسمها وتنفيذها.
وإشراك المجتمع المدني العربي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تفعيل دوره في رسم وضع وتنفيذ السياسات العربية وتشجيع مبادراته ومشاريعه المجتمعية في الشأن والاهتمام بالسياحة الثقافية بين الدول العربية لتنمية العمل الثقافي العربي المشترك ووضع أطر تطوير العمل الثقافي العربي المشترك، وإبراز البعد الحضاري العربي وإحياء الذاكرة الجماعية، فضلا عن توسيع مشاركة الشباب في صنع القرار وتمكين المرأة العربية من أداء أدوار ريادية على كافة المستويات.
وتكييف المناهج التربوية والتعليمية للدول العربية، خاصة في الأدوار السياسية الأساسية بما يحقق التنشئة السليمة والكفيلة بنشر الوعي بالمصير العربي المشترك.
دعوة وسائل الإعلام العربية لتكثيف تناولها للقضايا ذات الاهتمام العربي المشترك لا سيما في مجال الذاكرة والثقافة العربية وتنسيق العمل التضامني أو التطوعي العربي في حالات الأزمات والكوارث التي تمس أي قطر من أقطارنا العربية.
بينما ناشد المشاركون في منتدى “تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك”، القادة العرب الذين سيجتمعون على أرض الجزائر خلال القمة العربية ، تجديد الالتفاف حول قضية العرب المركزية، القضية الفلسطينية، من خلال موقف موحد وقوي عبر إحياء مبادرة السلام العربية دعما لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وتفعيل دور جامعة الدول العربية في تسهيل جهود التسوية السياسية للأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، واعتماد رؤية استراتيجية عربية مشتركة لمواجهة التحديات الناجمة عن تزايد التوترات على الساحة الدولية، ومضاعفة الجهود لمواجهة المخاطر والتحديات التي يفرضها هذا الوضع لاسيما فيما يتعلق بتحقيق الأمن الغذائي والطاقوي والمائي والبيئي للأمة العربية.
بالإضافة إلى مضاعفة الجهود الجماعية لمواكبة التطور العلمي والتحولات الرقمية والتكنولوجية التي يعرفها العالم المعاصر، وتكثيف التعاون بين الدول العربية في هذه المجالات، والدفع بالعمل الثقافي العربي المشترك ليرقى إلى المكانة التي تليق به داخل منظومة العمل العربي المشترك، والعمل على إزالة جميع أشكال العوائق والعراقيل لتسهيل التبادلات التجارية وتنقل الأشخاص بين الأقطار العربية وعلى منع فرض العقوبات أو الحصارات الاقتصادية على الدول العربية.
كما تقرر إطلاق مسار تأسيس منتدى دائم للمجتمع المدني العربي تحت إسم "منتدى وهران للمجتمع المدني العربي" ليكون منصة للحوار وتبادل الأفكار حول أمثل السبل للتكفل بالانشغالات والتطلعات المشروعة للشعوب العربية وفضاءً للنقاش وبلورة تصورات مستحدثة تضمن مواصلة تعبئة جهود المجتمع المدني العربي وإسماع صوته، دعما للعمل العربي المشترك.
تصريحات رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني
التقت "فيتو" بالدكتور حمزاي عبد الرحمن رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني في لقاء خاص وحاورته حول أهم التوصيات التي سيتم صياغتها لتقديمها إلى القمة العربية، والذي قال إن هذا المنتدى يأتي عشية انعقاد الدورة العادية الحادية والثلاثون لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمّة يوم الأول نوفمبر 2022 بالجزائر والمتزامنة مع الذكرى (68) لاندلاع الثورة التحريرية الجزائرية كمساهمة في تعزيز العمل العربي المشترك باعتباره عاملا جوهريا لتحقيق طموحات وتطلعات الأمة العربية من أمن واستقرار وتنمية مستدامة، في الوقت الذي يحتاج فيه المجتمعات المدنية إلى مثل هذه اللقاءات، جعلت المرصد يهتم بتعزيز أفكار المجتمع المدني وتعاون فيما بين منظمات المجتمع المدني العربية لتوحيد افكاره وتفعيلها وكان هذا الجمع محطة للتفاعل والتشاور في كافة القضايا التي تهم الوطن العربي.
أما عن التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك، فأبرزها الخلافات بين العديد من الدول العربية، والمشاكل الموجودة على العديد من الأصعدة، والظروف الداخلية التي تعيشها الدول العربية سواء الإقتصادية أو الإجتماعية ربما حالت دون التعاون، وكان لهذه القضايا الأولية للمشاركين في المنتدى الذين أكدوا أن قوة الدول العربية في تلاحمها وتعاونها، من خلال عمق المجتمعات المدنية العربية،وضرورة الوحدة والتعاون والتضامن العربي الذي يضمن مواجهة التحديات الدولية التي تواجه الدول العربية، وهو أيضا الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة في جميع الدول العربية بعيدا عن الخلافات والنزاعات، واجتماع الكلمة ولم الشمل هو الضامن الأساسي لازدهار الدول العربية وتطورها.
وتحدث "حمزاوي" عن دور المرصد في تحصين المجتمع الجزائري من فرض أي إملاءات خارجية، موضحا أن المرصد الوطني للمجتمع المدني هو هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية أنشئت حديثا في دستور 2020، جاءت ضمن إصلاحات عديدة شهدتها الجزائر في السنوات الأخيرة، حيث يشكل إطارا للحوار والتشاور والاقتراح والتحليل والاستشراف في كل المسائل المتعلقة بالمجتمع المدني وترقية أدائه، والمواطنة ويشارك مع المؤسسات الأخرى في تحقيق أهداف التنمية الوطنية، ويقدم آراء وتوصيات واقتراحات بشأن وضعية المجتمع المدني وانشغالاته وآليات تعزيز دوره في الحياة العامة.
والمرصد قام بالعديد من الإنجازات والأعمال التي ساهمت في تفعيل دور المجتمع المدني، وعزز من هامش حريات المجتمع المدني الذي يراهن على تعزيز حرية التعبير وقيم الديمقراطية في إطار من الثوابت، كما يعمل على الحفاظ على القيم الوطنية وثوابت الأمة بصفة عامة لأن هناك تحديات تواجه الأمة العربية تهدف إلى تفكيكها وضربها في هويتها، ويجب نشر الوعي ودفع المنظمات والأحزاب والنقابات وغيرها لتكون قاسم مشترك للحفاظ على الثوابت والوحدة والوقوف في مواجهة هذه المؤامرات التي تواجه الأمة العربية.
انعقاد هذا المنتدى يهدف أيضا إلى معالجة المشاكل التي تعيشها الدول العربية بالداخل، فهناك شعوب عربية جريحة وتستغيث، وجاء أهمية هذا اللقاء الذي دعا إليه المرصد الوطني ليكون في الجزائر تحت شعار لم الشمل العربي،والذي يقوم بالتضامن وعلاج مثل هذه القضايا واليوم المرصد الوطني والمجتمع المدني ومن خلال المشاركين أطلق مبادرة لإنشاء المنتدى العربي ليكون مد جسور التعاون بين مكونات المجتمع المدني العربي لدعم جهود الجهات الرسمية ممثلة في الحكومات والدول لتقديم العون للدول التي تعيش ظروف صعبة سواء اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية.
وعن تقييمه للحالة الديمقراطية في الوطن العربي، فيرى أنها متفاوتة من دولة إلى أخرى، وهناك إصرار وتأكيد من كافة الدول على ضرورة تجسيد مبدأ الديمقراطية في كل المجالات سواء في اختيار ممثلي الشعوب في كل المؤسسات في إطار من الشفافية والنزاهة، ويراهن على المجتمعات المدنية في السعي نحو تكريس هذه القيم، سواء قيمة الديمقراطية أو قيمة الحريات أو مكافحة الفساد، ومختلف الممارسات التي انهكت الشعوب العربية، وهو من صميم أدوار المجتمعات المدنية، وما زلنا دون المستوى المطلوب بصفة عامة في تجسيد مبدأ الديمقراطية بشكل إجمالي، ولكن في العديد من الدول العربية ناجحة يمكن أن تؤخذ كنماذج لتعميمها على بقية لدول العربية.
وحول سؤاله عن غياب مشاركة دولة المغرب في المنتدى، قال "حمزاوي": نحن كمرصد وطني ومجتمع مدني وجهنا دعوات لكافة منظمات المجتمع المدني في كل الدول العربية وعدم الاستجابة يرجع إلى ظروف خاصة بالفاعلين الذين دعوناهم، ورغم غياب دولة أو دولتين في هذا المنتدى سوف يكون حضور لهم في المنتديات المقبلة.
أما بشأن التعاون بين مصر والجزائر فيما يتعلق بالمجتمع المدني، قال "حمزاوي": تعتبر مصر من الدول الرائدة في مجال تعزيز المجتمع المدني، لها باع كبير في تفعيل دوره، وهناك شخصيات وقامات مصرية كبيرة ساهمت في مجال المجتمع المدني سواء أكاديميين أو فعاليين أو إعلاميين، مضيفا أن مصر قدمت إشعاعا كبيرا للدول العربية في مجال تمكين المجتمع المدني، ونحن استفدنا كثيرا منها في هذا المجال، ونريد ان يتم تعميم هذا التعاون والتكامل لإحداث التوازن على مستوى المجتمع المدني بين كل الدول العربية، والأخذ بهذه النماذج الناجحة وتعميمها على كل الدول العربية
السفير المصري بالجزائر
حرص السفير الدكتور مختار وريده سفير مصر لدى الجزائر زيارة الوفد لمصر المشارك في المنتدى، وتقديم كافة الدعم المعنوي للوفد، والحضور معه مأدبة العشاء وإلتقاط الصور التذكارية.
وتحدث السفير المصري لدى الجزائر عن قوة العلاقات المصرية الجزائرية، والتي زادت قوتها بعد زيارة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدفع أطر التعاون الثنائي بين البلدين من خلال تفعيل آليات التشاور والتنسيق بينهما على كافة المستويات، وما انتهوا إليه بعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة بين مصر والجزائر برئاسة رئيسي وزراء البلدين وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية.
وأكد دعم جهود الجزائر في استضافة القمة العربية ونجاحها، لافتا إلى استعدادات السفارة المصرية بالجزائر للقمة العربية، قائلا: نحن كسفارة مصرية نعمل على تسهيل وتيسير المشاركة المصرية في القمة العربية، والاستعداد لهذا الحدث المهم، ونقوم ببعض الزيارات التمهيدية والإطلاع على مقر انعقاد القمة العربية، ومقر إقامة الوفود المشاركة، وغيرها.
وحول التحضير لاستضافة مصر للدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27 المُقرر انعقاده بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، قال إن البعثة الدبلوماسية المصرية في الجزائر ستقدم كل التسهيلات الممكنة للراغبين فى المشاركة فى فعاليات المؤتمر.
وأعلن السفير مختار وريدة عن منح تأشيرات مجانية للجزائريين المشاركين في قمة المناخ بالقاهرة والذين قاموا بالتسجيل عبر الموقع الرسمي للمؤتمر للمشاركة في فعاليات المؤتمر.
ممثل جامعة الدول العربية
قال المستشار خميس البوزيدي المشرف على إدارة منظمات المجتمع المدني، والذي حضر المنتدى ممثلا عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إن العالم يشهد تحولات عميقة لا سيما مع تواصل الحرب الروسية الأوكرانية، وما لها من تداعيات على الأمن والسلم الدوليين وتأثيراتها الجدية على إقتصاديات الدول ، وتبرز الحاجة الملحة لتكثيف التعاون والتنسيق بين الدول العربية، وإعطاء الأولوية في العمل العربي المشترك لمواجهة الأزمات الدولية وعلى أوضاع شعوبها سواء السياسية والأمنية والاقتصادية.
وانطلاقا من إيمان الجامعة العربية بالدور المهم والبارز الذي يمكن أن تقوم به مؤسسة المجتمع المدني في ظل هذه المخاطر، تواصل الجامعة العربية الاضطلاع بدورها كمنصة جامعة لتنسيق السياسات والمبادرات والإستراتيجيات التي تمس صلب الواقع المعيشي للمواطن العربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك من خلال المجالس الوزارية المختلفة والمنظمات العربية، حيث سعت مع تفشي فيروس كورونا المستجد الى تنسيق الجهود، ووضع رؤى مستقبلية للتحرك الجماعي الفاعل لاحتواء الآثار السلبية للجائحة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز الاستجابة العربية في مواجهة أزمات شبيهة في المستقبل، وفي مقدمتها قضايا التغير المناخي والنزوح واللجوء والاتجار بالبشر.
وقال "البوزيدي" إن الجامعة العربية تعتبر البعد الشعبي من أولوياتها، في إطار إصلاح وتطوير منظومة عمل جامعة الدول العربية، تم تشكيل الفريق الرابع المعني بتطوير البعد الشعبي للجامعة العربية في منظومة العمل العربي المشترك برئاسة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، الذي يعكف على إعداد الصيغة النهائية لمعايير موحدة يلزم توافرها لدى منظمات المجتمع المدني العربي لمنحها صفة مراقب في أجهزة وآليات الجامعة العربية مما سيوثق علاقات منظمتنا بمختلف آليات عملها وأجهزتها ومنظماتها المتخصصة مع مؤسسات المجتمع المدني، ويفتح المجال أمامها لمواكبة مسيرة العمل العربي المشترك والوقوف عندما يتحقق من تقدم في تعزيز العلاقات البينية العربية في عديد من المجالات.
وتابع: كما قامت الجامعة العربية بإطلاق وثيقة العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني "2016- 2026" من أجل تمكين منظمات المجتمع المدني من القيام بأدوارهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المعتمدة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتوقفت كذلك باعتماد يوم 27 ديسمبر من كل عام يوما عربيا لمنظمات المجتمع العربي المدني الذي أدعو إلى المساهمة الفعلية في الاحتفال خلال هذه السنة، تأكيدا للدور الهام لمؤسسات المجتمع المدني في التنمية المجتمعية ونشر الوعي بالقضايا الوطنية والقومية.
القضية الفلسطينية
بينما طالبت عبير أحمد زياد رئيس قسم إحياء التراث الإسلامي في المسجد الأقصى ممثلة عن الوفد الفلسطيني، السعي لعقد مؤتمر عربي إسلامي رسمي وشعبي لدعم القدس والقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني تعلن فيه قرارات عملية ومواقف محددة ومطالب دقيقة من المجتمع الدولي، وتشكيل لجنة متابعة من دول عربية لتحقيق ذلك، واعتماد استراتيجية التحرك بعنوان “نحو إنهاء احتلال القدس وحماية المقدسات”.
وأضافت، أن المبادرة العربية للسلام والحراك العربي والإسلامي الشامل ضمن خطة رسمية وشعبية تتضمن العمل على وقف التطبيع مع الاحتلال، وتشجيع مقاطعة إسرائيل على المستويات العربية والدولية، وكشف حقائق السلوك الإسرائيلي ومخاطره في مختلف المحافل الدولية، وتوعية الرأي العام العربي والإسلامي والدولي بها عبر مؤسسات تنشأ لهذه الغاية يُشارك فيها الجميع، ودعم النضال الفلسطيني بكل أشكاله وفتح المجال للعمل من قبل كافة الدول العربية عِبر مؤسسات وهيئات تخدم هذه الرؤية، وتوفير التسهيلات والدعم اللازم لها على مختلف الأصعدة، وإعادة القضية الفلسطينية وخاصة قضية القدس إلى المناهج العربية والفلسطينية والإسلامية في التعليم العام والعالي، وبما يجعلها قضية حية ومتفاعلة بوصفها قضية عربية إسلامية.
التمثيل المصري بالمنتدى
قال نبيل فهمي وزير الخارجية المصري الأسبق إن العالم العربي يمر بمفترق طرق وتحديات ضخمة دولية وإقليمية ومن ثم لابد من تفاعل السلطات التنفيذية والمجتمع المدني للاستفادة والتحاور وطرح الأفكار، خاصة قبل انعقاد القمة العربية.
وطالب الاستفادة من تجارب الماضي للتعبير عن الطموحات المقبلة للشعوب، ورفع الصوت قبل القمة العربية لكي تشعر بأن هناك صوتا جماعيا عربيا من المجتمع المدني حول بعض القضايا المهمة التي يعاني منها الوطن العربي.
وقال، كان هناك اعتماد مبالغ فيه على الغير في الماضي من حيث القدرة الإقتصادية والجانب الأمني وحل المنازعات والأمن الغذائي، مطالبا أن تسعى الدول العربية إلى الحفاظ على معدلات معقولة في هذه الأمور، حتى نستطيع ان نحافظ على سيادة القرار العربي والأولوية العربية، بمعنى أن 30 % يجب أن تكون قدرات ذاتية في كافة المجالات، من خلال بناء مؤسسات تسمح بتوفير 30 % من احتياجاتنا بناءا ذاتيا، ثم 30 % أخرى تعاون إقليمي أي التعاون مع الجار العربي والإفريقي، أي أن 60 % من الداخل ودول الجوار مما يدعم الإنتماء العربي والوطني لأولادنا.
وتابع: أما الـ30 % الثالثة يكون المجتمع الدولي طرف فيها، حيث لا يمكن أن نعيش في عزلة، ونستطيع أن ننمي من قدراتنا الوطنية والإقليمية العربية، ونستفيد من الغير، دون أن نترك للغير التدخل في شئوننا بشكل كبير، وهذا يتطلب عملا رسميا ومؤسسيا ومشاركة المجتمع المدني، مطالب بتسهيل تبادل السلع والبضائع والأموال والتعامل مثلا مع الأسواق العربية بحرية بدون قيود.