سياسي عراقي يطرح رؤية من 6 محاور لإنجاح العمل العربي المشترك
قال الدكتور محمد أبو كلل، مسئول الشئون العربية في تيار الحكمة الوطني العراقي إن العالم يمر بتحديات جسام ومنعطفات كبرى يُتوقع منها ان تلقي باثارها على هيكل النظام الدولي وشكله بصورة او بأخرى.
وأضاف أبو كلل أنه تعاني بعض الدول الاوربية من أزمة اقتصادية طاحنة انعكست بالسلب على ابسط مناحي الحياة فيها نتيجة حدوث خلل في امدادات الطاقه المطلوبه لتسيير تفاصيل الحياة اليوميه البسيطه، وبالرغم من تلك الازمة، إلا أن تلك المنطقه لاتزال متحده متماسكه صلبة في قرارها وإرادتها وقادرة على العمل المشترك، دون أي تأثر بما تمر به، ومن هنا لابد لنا نحن كعرب ان نتوقف لنتسائل: لماذا وبالرغم من كل العناصر المشتركة في مابيننا، الا اننا غير قادرين على ترجمة واقع العمل العربي المشترك لافعال على الأرض تنعكس بالايجاب على دولنا وشعوبنا.
وتابع: من يقول ان السبب في الخلافات، فالخلافات موجوده على سبيل المثال في الاتحاد الأوربي ولكنها لم تنعكس بتلك الصورة القاسيه على طبيعة العمل الأوربي المشترك، وهذا قد يكون سببه الأساسي في القدرة على الإدارة الحكيمه للخلافات، الإدارة التي تبحث عن ما يجمع ولايفرق، الإدارة التي تنظر وتقيم السلبيات من المضي قدما في تعميق هذا الخلاف والايجابيات من تنحيته جانبا حتى تستمر العجله في الدوران.
واوضح مسئول الشئون العربية في تيار الحكمة الوطني العراقي أن التدقيق الشديد في منطقتنا العربيه للطابع المفاهيمي على حساب الطابع الاجرائي، بمعنى آخر، اننا نتحدث بصورة متميزه ومنمقه ومنظمه ولكننا نتوقف عند الطابع الاجرائي التنفيذي الذي يحتاج إلى تهيئة الأجواء الملائمه للتنفيذ بالصورة المطلوبه لترجمة الطابع المفاهيمي، وهو مايصطدم في الغالب بحلقات معقده من الإجراءات الروتينيه والبيروقراطيه والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى وأد الفكرة نتيجة استحالة تجاوز المؤثرات والعوامل المتعلقه بالجانب التنفيذي وهو ما استطاع الأوربيين التغلب عليه وتجاوزه.
واستطرد: كذلك نعاني من اشكالية الانفراد او حب الظهور الفردي وليس الجماعي، وهذا امر اظن اننا نتجاوزه عندما نواجه الازمات، أو نستشعر خطورة الموقف، وهذا النموذج نجح في العام ١٩٧٣ عندما توحد العرب في أدوار مختلفه في حرب أكتوبر الخالده والتي حققت الانتصار على العدو الصهيوني.
وأكد مسئول الشئون العربية في تيار الحكمة الوطني العراقي أننا بحاجة ماسه لبناء منظومة العمل العربي من الأسفل الى الأعلى، أي العمل على تقوية وتدعيم الرغبه الشعبيه في الاقتناع بضرورة العمل الجماعي العربي والتعاون في كافة المجالات، حتى لو كان أحد اطراف التعاون متميزا في هذا المجال فتقبل دخول اطراف أخرى معه في هذا التميز هو دليل على الإيثار والاقتناع بأهمية التكامل كما أن فيه نقلا للخبرات وتراكمها وهذا سيزيد من القاعده الشعبيه القادرة على سد احتياجات السوق في مختلف قطاعات العمل وطالما بقيت دولنا العربية محصورة في الاهتمام فقط بتسويق المواد الخام الاوليه فلن يحدث التكامل العربي المنشود، فمعظم دولنا متشابهه في ما تنتجه من مواد أوليه، وبالتالي نحن بحاجة ماسة لتطوير مناحي الصناعه والإنتاج حتى نصل الى التنوع الذي يمكننا من التبادل الحقيقي للمنتجات.
ويرى محمد أبو كلل مسئول الشئون العربية في تيار الحكمة الوطني العراقي أن متطلبات إنجاح العمل العربي المشترك مايلي:
- الإدارة الرشيده والحكيمه للخلافات العربية العربية
- تقوية مؤسسات العمل العربي المشترك لاسيما الجامعة العربية، فهي مظلتنا الوحيده التي لاتزال صامده بالرغم من شدة ماتواجهه من تحديات.
- إذا كانت بعض الخلافات يصعب تجاوزها، فلنعمل بنظرية فصل الملفات، فلا مانع ان اكون مختلفا في السياسه ومتفقا في الاقتصاد، حيث تنحية الخلافات في سبيل إنجاح المصالح.
- ايجاد صيغة عمل عربي موحد تخصص للإعلام العربي، فما نمر به من حالة سيوله عاليه في الاعلام الذي مع الاسف يكون له احيانا دوره سلبيا هداما للمجتمعات، مع هذا التطور الرقمي والتكنولوجي السريع تدعونا لمراجعة حقيقية للطريقه التي يدار بها الاعلام.
- المجتمع المدني العربي والقوى الناعمه العربية، ظهير هام وواقعي وفعًال وقادر على خلق الأجواء الايجابيه لتدعيم سبل العمل العربي المشترك، بحكم التواجد الطبيعي لاعضاءه في المجتمعات، على أصحاب القرار ان يدعموا هذه القوى وان يفسحوا لها المجال لتكون حاضره بقوة في المشهد العربي، فالنخب العربية قادرة بثقافتها وفنها وعلمها وحكمتها ان ترمم الكثير من آثار الاختلافات السياسيه
- وضع رؤية متكامله واقعيه ومنطقيه في نفس الوقت في كيفية التعامل مع دول الجوار الجغرافي العربي في اسيا وأفريقيا، لاسيما ان محيط العرب مؤثرا بصورة واضحه على أداء العرب.
وقال مسئول الشئون العربية في تيار الحكمة الوطني العراقي: لانني من العراق، فأنا ادعو حكومتي البلدين للتعاون الواسع في ضبط بوصلة العمل العربي المشترك وتهيئة المناخات الملائمه لذلك، فالدور التاريخي والوزن الإقليمي للعراق شرقا، والتاريخ النضالي والمكانه الافريقيه للجزائر غربا، هي عوامل من المهم ان نبني عليها رؤية تعاونيه ثنائية الهدف منها هو تدعيم العمل العربي المشترك وليس فقط التعاون الثنائي بين البلدين.
جاء ذلك خلال انعقاد منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك المقام بمدينة وهران في الجزائر والذي ينظمه المرصد الوطني للمجتمع المدني بالجزائر في الفترة من 10 إلى 15 سبتمبر 2022.