انقذوا قصر عائشة فهمي بالزمالك!
فى عيدها المئوى تحاول جمعية محبى الفنون الجميلة إحياء دور المجتمع المدني تجاه الوطن، وفي لقاء الخميس الماضى تصدت الجمعية لقضية تحدث الكثير عنها، وكانت الندوة تحت عنوان تجميل أم تشويه الميادين، تحدث فيها عدد من المتخصصين وشاركهم الجمهور البسيط بأسئلة ومداخلات أعطت الندوة حيوية، وأفرزت نتائج ايجابية ستظهر في الأيام القادمة إن شاء الله.
تحدث الدكتور أحمد عبدالعزيز عن أقدم حضارة في التاريخ، وما تقدمه الثقافة لرفعة المجتمع، ولفت النظر إلى عدم وعي بعض المسئولين أو معرفتهم بأهمية الفن، ولا يعرفون الخطوات العلمية التى بها يمكن إقامة تمثال في الميدان بشكل ناجح، وأكد الدكتور أحمد عبدالعزيز أن التمثال أو النحت هو أشبه بموسيقى المكان، وأشار إلى ثلاثة نماذج ناجحة لإقامة تماثيل في الميادين، التمثال الأول نهضة مصر للمثال المصرى العبقرى محمود مختار، والتمثال الثانى للمثال الرائع فتحى محمود في الإسكندرية، أما التمثال الثالث فهو للفنان الدكتور أحمد نوار الذى أقامه في المكسيك وليس فى مصر، وأكد على أهمية أن يكون التمثال في مصر يرتكز على الثقافة المصرية.
التعاون مع المحليات
وتحدث المثال الدكتور السيد عبده سليم وحكى عن المعاناة التى يواجهها مع المحليات، وضرب مثلا بتمثال نجيب محفوظ الذى تم تصميمه بشكل ورؤية معينة تتمشى مع شخصية أديب نوبل، وأنه يحتاج لمساحة خاصة وتوظيف في مكان خاص، ولكن بعد معاناة مع المسئولين بالمحليات لم يتحقق الهدف من تصميم التمثال، ومن هنا لابد من إدراك أن الثقافة مهمة لدى المواطن أيضا كما أنها يمكن أن تكون دخلا قوميا، وطالب الدكتور السيد عبده سليم إقامة ندوات للمسئولين والمواطن ،ويكون هناك رسائل لأصحاب القرار لدفع الوعي من أجل مجتمع أرقى.
وتحدث المثال الفنان طارق الكومى مشيرا إلى أن هناك اقتراحا بتكوين لجنة من خمسة فنانين كمستشارين لكل محافظ، ويمكن أن ينضم لهم عضو من نقابة التشكيليين، هذه اللجنة تكون خير دليل للمحافظ بدلا من الاستعانة بمن ليس لديهم العلم والخبرة، والسؤال لماذا لا يتم الاستعانة بأعمال للفنانين الراحلين أو الموجودين بدلا مما يحدث من تخبط؟
وأشار الفنان طارق الكومى إلى أن التماثيل الموجودة حاليا يتم تشويهها منها تمثال نهضة مصر حيث تحولت المنطقة المحيطة بالتمثال إلى بحيرة يستحم فيها الأطفال الذين يذهبون إلى حديقة الحيوان، وكشف طارق الكومى إلى ما يحدث الأن أمام قصر عائشة فهمى بالزمالك من زرع أعمدة خرسانية بدعوى عمل ممشى أهل مصر، مما سيشوه القصر ومكان الممشى أساسا غير مناسب على الإطلاق.
وكان لوجود الفنان أحمد نوار أحد عوامل إثراء الندوة، نظرا لخبرته الطويلة وتجاربه الكثيرة، وأشار إلى تجربته عندما كان عميدا لكلية الفنون بجامعة المنيا، واقامته مؤتمرا سنويا كان يشارك كل الرواد من الفنانين والروائيين والكتاب والإعلام، وعلى مدى سنوات كان المؤتمر يقدم مقترحات محددة مدروسة علميا، ولكن كل هذا الجهد لم تستفد منه الحكومة..
وحكى قصة إنشاء منطقة للجذب الاقتصادى فى المكسيك حول نهر صغير، وكانت البداية خلق بيئة ثقافية حول النهر لجذب المستثمرين اقتصاديا، وتحدث عن العديد من التجارب إلا أنه فى النهاية طالب مؤسسات الثقافية الأهلية أن يكون لها دور والمطالبة والإلحاح فى اطلاق ثقافة الجمال فى المجتمع، وأشار إلى أن هناك قانونا صدر فى عام 1976 لم يعد مفيدا ونحتاج إلى قانون ينفذ على أرض الواقع وملزم للجميع.
وفي النهاية تم تشكيل لجنة برئاسة الدكتور أحمد عبدالعزيز وعضوية كل من الدكتور السيد عبد سليم، والفنان طارق الكومى، والكاتب الصحفى عادل سعد، والفنان عبدالمنعم عبدالسميع، والكاتبة رانية أبوالعينين عضو اتحاد كتاب مصر لإعداد ورقة عمل بإسم الجمعية لارسالها لكافة الجهات الرسمية.
هذه الندوة رسالة إلى كل من يهمه الأمر، الثقافة ليست رفاهية أو ترفا وإنما ضرورة أيضا لنجاح أى فكر استثمارى اقتصادى.