الفريق أسامة ربيع: قناة السويس تشهد زيادة في الإيرادات كل شهر.. وعبور 4312 سفينة لأول مرة بـ757 مليون دولار
أكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أن حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي في افتتاح القرية الأولمبية لهيئة قناة السويس وتدشين وحدات بحرية جديدة، يعد تأكيدا على ما تمثله القناة كرمز لعزة مصر وعنوان لاستقلالها وامتلاك شعبها مقدرات وثروات بلاده العزيزة.
وقال ربيع خلال فعاليات افتتاح القرية الأولمبية وتدشين وحدات بحرية جديدة لهيئة قناة السويس اليوم الخميس إن العاملين بالهيئة يتشرفون بأن تكلل مجهوداتهم من خلال افتتاح الرئيس السيسي للعديد من الإنجازات التي تعد إضافة مهمة ترسخ مفهوم الجمهورية الجديدة التي تعتمد نهج الإنجاز المتلاحق والكبير الأمر الذي من شأنه أن يعوض عشرات السنوات الماضية، وأن يمنح مصر دفعة قوية لم تكن لتتحقق دون هذه الإرادة الصلبة والجسارة منقطعة النظير لقائد وزعيم وضع مصلحة بلاده وشعبه في المقام الأول على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الداخل والخارج حتى تصبح مصر في المكانة التي تستحقها بين الأمم.
أهم ممر ملاحي عالمي
وأشار إلى أن قناة السويس شهدت على مدار أكثر من 150 عاما، العديد من الإنجازات والتطورات المتلاحقة باعتبارها أهم ممر ملاحي عالمي يمر من خلالها أكثر من 12 % من إجمالي حركة التجارة الدولية فضلا عن وقوعها كشريان حيوي في سلاسل الإمداد والتوريد العالمية.
وقال رئيس هيئة قناة السويس إن من أهم التطورات التي شهدتها قناة السويس منذ تأميمها عام 1956 كان القرار الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي بحفر قناة السويس الجديدة بطول 72 كيلومترا لتحقق إنجازا تاريخيا يسمح للسفن باختصار زمن العبور من 22 ساعة إلى 11 ساعة فقط.
وأضاف الفريق ربيع، أن ثمار القناة الجديدة اتضحت في تحقيق قناة السويس لزيادة متواصلة في الإيرادات وصولا لتحقيق أعلى إيراد سنوي في تاريخها وذلك في العام المالي المنقضي (2021 - 2022 ).
وأكد أنه وبعد مرور 66 عاما منذ تأميم قناة السويس مر من القناة أكثر من مليون سفينة بحمولة صافية أكثر من 30 مليار طن بإيرادات رسوم أكثر من 134 مليار دولار، مشيرا إلى أن حركة الملاحة خلال 2021/ 2022 شهدت أعلى معدل مرور سفن بـ 22 ألف سفينة بزيادة 16% عن العام السابق له بحمولة مليار و320 مليون طن بزيادة 11% عن العام السابق والعائد بالدولار 7 مليارات دولار بزيادة 19% عن العام السابق.
وقال إن قناة السويس تشهد زيادة في الإيرادات كل شهر عن الذي سبقه مرجعا ذلك إلى (قناة السويس الجديدة) مشيرا إلى أن هذه كلمة للتاريخ لأنه لولا القناة الجديدة لكنا في مشكلة حقيقية بالنسبة لتصنيف القناة لذلك نعتبر قناة السويس الجديدة التي تم افتتاحها في 2015 هي طوق النجاة للقناة.
واستعرض الفريق ربيع مقارنة بين شهري أغسطس 2021 وأغسطس 2022 لبيان زيادة الإيرادات، حيث شهدت القناة في أغسطس 2021 مرور 1884 سفينة في حين أنه في أغسطس 2022 مر 2125 سفينة بزيادة حوالي 13%، وفي أغسطس 2022 كانت حمولة السفن 127.8 بزيادة 16% عن العام السابق والعائد بالدولار كان 7 مليارات بزيادة حوالي 16% عن العام السابق.
التطوير في قناة السويس
وقال رئيس هيئة قناة السويس إنه "إيمانا باستمرار عمليات التطوير في قناة السويس حتى تحافظ على مكانتها الاستراتيجية فقط تم التوجيه بالبدء الفوري في تنفيذ خطة طموحة لتوسيع وتعميق القطاع الجنوبي وهي الخطة التي يجري حاليا تنفيذها وفق جدول زمني دقيق".
وأضاف الفريق ربيع أنه منذ أن تم التصديق بمشروع تطوير 40 كيلو من الكيلو 122 إلى 162 في القطاع الجنوبي للقناة وحتى مخرج خليج السويس، فقد تم تقسيمه إلى جزئين 10 كيلومترات في البحيرات المرة الصغرى من الكيلو 122 وحتى الكيلو 132 سيتم عمل بهم ازدواج وتوجد بها قناتان ستنضمان إلى قناة السويس الجديدة وبالتالي تصبح 82 كيلو بدلا من 72 كيلو، وعرضها يبلغ 272 مترا في كل قناة وهذا يسمح بزيادة 6 سفن داخل مجرى قناة السويس ونحن في حاجة إليه حاليا نظرا لزيادة عدد السفن وحتى لا يتم زيادة عدد ساعات الانتظار.
وتابع أن هناك أعمالا مدنية في المشروع حيث تم رفع كفاءة أربع أحواض ترسيب وتم إزالة 6 ملايين متر مربع من الرمال وزيادة الطاقة الاستعابية لأحواض الترسيب إلى 155 مليون متر مكعب،مشيرا إلى أنه اشترك في هذا المشروع 10 شركات وطنية، وتم حفر 6 سيفونات أسفل المجرى الملاحي وبلغت كمية التكريك 4.7 مليون متر مكعب.
وأوضح أن مشروع ازدواج بحيرة المرة الصغرى يشارك فيه 4 كراكات من شركة التحدي، حيث تم تكريك كمية 24.5 مليون م3، من أصل 62 مليون م3، بنسبة إنجاز 40% وزيادة عن المستهدف بنسبة 7%.
وأضاف أن الهيئة قامت بعمل توسعة لمنطقة الشرق بمساحة 40 مترا، حيث سيصل عرض القناة من 292 إلى 332 مترا، والعمق سيصل من 24 مترا إلى 27 مترا، لافتا إلى أنه تم حفر 3 ملايين م2 على الجاف لننفذ الـ40 مترا بطول 30كم.
وحول مشروع التوسعة والتعميق، أشار رئيس هيئة قناة السويس، إلى أن الأعمال المدنية تضمنت رفع كفاءة 10 أحواض ترسيب وإزالة 34 مليون مكعب وزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 145 مليون م3.
وأضاف أن عدد الشركات التي نفذت المشروع حوالي 20 شركة وطنية، لافتا إلى أنه لمراعاة تغير المناخ وارتفاع منسوب المياه، تم زيادة منسوب التكسية الشرقية الجديدة حوالي 80 سم، وسيتم استكماله بطول القناة، وتم صب 130 شمعة رباط على طول 30 كم بقوة شد 150 طنا لتستوعب السفن العملاقة.
وأكد أن مشروع التكسية الشرقية والغربية تشترك فيه 5 كراكات من هيئة قناة السويس، حيث تم تنفيذ 9.5 مليون من أصل 18 مليون متر مكعب من أعمال التكريك، بنسبة إنجاز 53 % وزيادة ع المستهدف حوالي 33 %.
مؤسسة مصرية تسعى لتوطين الصناعة المحلية
كما أكد رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، أنه تحقيقا لنفس الهدف وسيرا على ذات الطريق تواصل هيئة قناة السويس تأكيد مكانتها كمؤسسة مصرية تسعى لتوطين الصناعة المحلية وتستهدف تعزيز القدرات الذاتية عن تصنيع الوحدات البحرية التي تمكنها من خدمة حركة الملاحة بالقناة وتأمينها وضمان سلامتها.
وقال إن الهيئة قامت من خلال توجيهات مباشرة من الرئيس السيسي، بتصنيع وبناء عدد من الوحدات البحرية، ففي العام الماضي، قام الرئيس السيسي بتدشين 42 وحدة بحرية خلال العام الماضي، لافتا إلى أنه سيتم اليوم إضافة 16 وحدة بحرية جديدة إليها تمثل علامة فارقة في تاريخ هيئة قناة السويس وتتوج مرحلة جديدة من العطاء لهذا الصرح العظيم.
وأضاف:"في إطار رؤية الرئيس السيسي نحو تعزيز دور الهيئة في تنشيط حركة السياحة بمنطقة القناة بدأنا في تنفيذ خطة طموحة تستهدف من خلالها زيادة معدلات اليخوت السياحية العابرة للقناة عبر رفع كفاءة وتطوير مراسي اليخوت التابعة للهيئة وتماشيا مع سياسة الدولة المصرية الهادفة للحد من الانبعاثات الكربونية وبعد التصديق من الرئيس السيسي، ستقوم الهيئة ببناء أول مرسي يخوت أخضر في مصر يعمل بالطاقة النظيفة والمتجددة، على مساحة 25 ألف م2، وسيكون بها مرسي لليخوت يتسع لـ65 يختا وسيتم مضاعفتها لتكون 130 يختا وفندق ومحلات تجارية التي ستخدم السياح".
وتابع:"الوضع الحالي في مارينا الإسماعيلية يتحمل 12 يختا، والوضع المستهدف 60 يختا، وسيتم مضاعفة هذا الرقم إلى 120 يختا، كما تم إضافة العديد من الخدمات مثل التزود بالوقود والصيانة وانتظار اليخوت لفترات طويلة، أما في بورسعيد تم التصديق من قبل الرئيس السيسي على الممشي السياحي بطول 850 مترا ومرسي اليخوت يتسع لـ 75 يختا".
وقال رئيس هيئة قناة السويس،"لقد كان لدعم القيادة المصرية المتواصل لهيئة قناة السويس والتوجيهات الدائمة بتوفير كافة كل الإمكانيات التي من شأنها استمرار عطاء الهيئة نحو حركة التجارة العالمية أكبر الأثر في تحقيق نجاح باهر في مواجهة عدد من التحديات الجسيمة والتي لم يكن من الوارد التغلب عليها دون هذا الدعم المستمر".
وأضاف الفريق ربيع "لقد تابعنا جميعا كيف حاولت مختلف دول العالم على مواجهة انتشار وباء كورونا المستجد من خلال تطبيق إجراءات وقائية أثرت بشدة على كافة أشكال النشاط الاقتصادي والتجاري والصناعي والملاحي مما أدى إلى نتائج صعبة على كافة المستويات، وكان الاستثناء من ذلك بدرجة كبيرة في مصر إذ شهد الجميع قدرة الدولة المصرية على إدارة الأزمة بنجاح كبير والحد من التداعيات السلبية الخطيرة للجائحة".
وتابع أن هيئة قناة السويس كانت في القلب من المؤسسات المصرية التي تمكنت من تحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة في خضم الأزمات العالمية المتلاحقة، حيث تم تحقيق رقم قياسي يومي في 6 أغسطس 2022 حين أن شهدت القناة أعلى معدل في عبور السفن في تاريخ القناة بالكامل بعدد 89 سفينة، وأعلى إيراد بالدولار في يوم 29 يوليو 2022 كان 32 مليون دولار، وأعلى معدل عبور للسفن في الشهر كان في شهر أغسطس 2022 بعبور 2125 سفينة، وأعلى إيراد بالدولار كان 745 مليون دولار.
وأشار إلى أنه خلال العام الماضي تم تحقيق أعلى معدل بالدولار 7 مليارات دولار، وأعلى حمولة صافية مليار و320 مليون طن، مؤكدا أننا نحقق أرقام قياسية كل شهر عن الذي قبله، لافتا إلى نجحنا في عبور غير تقليدي لـ 8 سفن عملاقة أول مرة تعبر في قناة السويس بحمولات 224 ألف طن وبها حاويات تبلغ طاقتها 24 ألف حاوية طولها 400 متر والغاطس 16 مترا و30 سنتمترا وهذا أكبر غاطس كان يعبر في قناة السويس.
وقال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع إنه وبالرغم من الأزمة الروسية الأوكرانية التي أدت إلى ارتباك شديد في مختلف الأوساط الدولية ومن بينها قطاع النقل والملاحة إلا إننا تمكنا في الهيئة كما في سائر القطاعات المصرية من تحييد الأزمة بدرجة كبيرة واستمرار العطاء وتحقيق الإنجاز تلو الآخر بنفس الوتيرة، حيث كان هناك عبور أول لقناة السويس في العام المالي 2021/ 2022 بعدد 1707 سفن ودفعت إيرادات 720 مليون دولار وهذا يعتبر نجاح لقناة السويس.
وتابع أنه بفضل السياسات التسويقية التي نستخدمها منذ أزمة كورونا 2020، والتي أدت إلى فتح خطوط جديدة مثل عبور 4312 سفينة لم تعبر القناة قبل ذلك بإيرادات 757 مليون دولار.
وأِشار إلى أن الأرقام غير المسبوقة التي تحققت خلال الفترة الماضية تقودنا إلى ذروة الإنجاز وأعني بها ملحمة تعويم السفينة "ايفر جيفين" التي جرت وقائعها في مارس 2021 والتي كان لدعم القيادة السياسة وأبطال هيئة قناة السويس وإصرارهم وعزيمتهم التي استمدوها من متباعتكم وإشرافكم المستمر على وقائع التعاطي مع الموقف الدور الأهم في التغلب على الأزمة التي توقع أكثر الخبراء تفاؤلا إلى أن تستمر لعدة أشهر، إذ أبى المصريون إلا أن يشهدوا العالم على مدى ما يتمتعون به من الانتماء لوطنهم وغيرة على سمعته وقدرة على تحدي الصعاب والمخاطر وتم تعويم السفينة خلال 6 ايام فقط ليشهد شعب مصر العظيم إنجاز أبنائه ويفخر بقدراته على تذليل أصعب التحديات والصعاب وقد جرت في أعقاب ذلك ملحمة أخرى لا تقل أهمية وخطورة وهي استيعاب 422 سفينة كانت تنتظر إعادة فتح القناة أمام حركة الملاحة لتتمكن الهيئة من تنفيذ ذلك في أقل من 4 أيام محققة رقما قياسيا يضاف إلى أرقامها القياسية المتكررة.
وأكد الفريق ربيع أن مصر أصبحت تتبوأ مكانة رائدة في المنطقة بصفة خاصة وعلى المستوى الدولي بصفة عامة وقد جاء اختيارها لاستضافة فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في نسخته الـ 27، إقرارا من المجتمع الدولي بالجهود التي تبذلها الدولة المصرية والتي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة تلك التنمية التي تأخذ في الاعتبار تحقيق معدلات عالية للنمو مع الحفاظ على البيئة وعدم إهدار الموارد.
وقال ربيع إن الهيئة حرصت على تنفيذ عدة إجراءات من شأنها الحفاظ على سلامة البيئة وحماية الكائنات البحرية ومكافحة التلوث وهي إجراءات من شأنها تحويل القناة إلى قناة خضراء بحلول عام 2030.
الاستدامة والمحافظة على البيئة
وأشار إلى أن المحاور الاستراتيجية الخاصة بالهيئة كان في القلب منها الاستدامة والمحافظة على البيئة، والتي يتم تنفيذها من خلال تشغيل محطات الإرشاد بالطاقة النظيفة " الشمسية، والرياح "، تحويل أسطول سيارات وحافلات الهيئة للعمل بالغاز الطبيعي، تعزيز التوجه نحو التحول الرقمي، دراسة منح حوافز للسفن صديقة البيئة، إنشاء وتشغيل أول مدينة لليخوت صديقة للبيئة والتي سيتم البدء بها، فضلا عن الدخول في شراكات مع كيانات عالمية لإعادة تدوير مخلفات السفن.
وأكد أن الثروة البشرية كانت وستبقى العنصر الأهم الذي تمتلكه الهيئة وتعتمد عليه في تنفيذ كافة مخططات التطور والتقدم، معربا عن خالص التحية لمرشدي قناة السويس لدورهم الوطني البالغ الأهمية في تسيير حركة عبور السفن بالقناة، ولرؤساء الهيئة السابقين وكافة فئات العاملين على ما يقدمونه من عطاء وافر لخدمة بلدهم.