فيلا ديليسبس في بورسعيد.. تحفة معمارية يشوه الإهمال ملامحها | صور
ربما يجهل الكثيرون أن محافظة بورسعيد تضم في أحيائها 644 عقارًا تعد من التراث الأثري الرائع في شكله ومضمونه، وتم حصرها طبقًا لقرار مجلس الوزراء رقم 1096 لسنة 2011 بشأن تسجيلها بسجلات التراث المعماري للمحافظة.
ومن أهم تلك المباني التراثية ببورسعيد التحفة المعمارية فيلا "فيرناند ديليسبس" صاحب مشروع حفر قناة السويس التي ربطت البحرين المتوسط والأحمر، وأول رئيس شركة قناة السويس بعد حفرها.
وتقع فيلا ديليسبس في شارع شارع عبد السلام عارف، وهي مبنية على الطراز الفرنسي وتشبه في تصميمها الكنائس ذات التصميم الأوروبي، وهذا الطراز المعماري يكاد يكون قد اختفى من معظم دول العالم ولا يوجد في وقتنا الحالي الا في فرنسا وبورسعيد فقط
وترصد " فيتو" خلال ذلك التقرير كل ما يتعلق بتلك الفيلا التحفة المعمارية الشاهدة على تاريخ المحافظة.
كنيسة صغيرة
وتشبه " فيلا فيرناند " من الخارج الكنيسة صغيرة الحجم من حيث البناء والطراز والزخارف، ونهاية الفيلا من أعلى يشبه الكنيسة بشكل كبير.
وتعتبر فيلا " فيرناند دليسيبس" أحد أروع الأبنية المعمارية في بورسعيد ومصر بأكملها، ويعود عمر الفيلا إلى ما قبل تأميم قناة السويس، وهي فيلا صغيرة الحجم والمساحة ومبنية على الطراز الفرنسي.
تسمية خاطئة
للأسف الكثير يخلطون بشدة بين فيلا فيرناند المقامة في بورسعيد بحي الإفرنج واعتبارها بأنها فيلا ديليسبس "صاحب مشروع قناة السويس"، بالرغم من أنها أقيمت بعد وفاة ديليسبس بحوالي 31 عاما.
حيث أن هذه الفيلا قد أنشأت في عام 1920 وديليسبس الذي ولد في فرساي بفرنسا في 19 نوفمبر عام 1805 وتوفي في 7 ديسمبر عام 1894 "
سكن المهندسين
وكانت تلك الفيلا مخصصة لسكن المهندسين المسئولين على العمل في قناة السويس الذي انتسبت له الفيلا بالخطأ.
والدليل على ذلك بأنه بأن في زمن ديليسبس كانت آخر حدود بورسعيد رصيف شارع أوجيني، والذي أصبح بعد ذلك شارع أوجينا، وكان ذلك الشارع مطل على البحر، مما يعني أن شارع عبد السلام عارف الذي تم إنشاء فيه الفيلا كان لا يزال جزء من البحر.
تصميم فريد
وتصميم الفيلا من الداخل كان فريد من نوعه، فكان به مرايا في كل حجرة وركن، وزجاج ملون وعليه زخارف وألوان ونقوش على الأرضيات، مما جعل الأرضيات أقرب ما تكون إلى السجاد الطبيعي وذلك يعزي إلى ألوان الزجاج والزخارف عليه.
كما كان في الفيلا بهو كبير، وحوض ماء موجود به أحجار ملونة بألوان مبهجة، وكانت المياه تصل لذلك الحوض بشكل خاص، فلو انقطع الماء فى بورسعيد كلها لا ينقطع عنها.
بعد التأميم
وبعد التأميم انتقلت فيلا" فيرناند ديليسبس" إلى لويس طورباي وهو لبناني الجنسيه وتزوج وأنجب أيدا التي تزوجت من ميشيل شفيق الذي اشترى الفيلا بـ 250 ألف جنيه.
ويقال إنه بعد ذلك حصل ميشيل على قرض من البنك ب19 مليون ونصف وفر هاربا من مصر، ثم حجز البنك على الفيلا وأصدر قرارًا بإزالة المبنى.
الوضع الحالي
وإلى الآن لم يتم هدم الفيلا ولا حتى تجديدها وتحولت إلى بيت مهجور مغلق، غارق في دوامات الإهمال والنسيان، وتشوه الأتربة ملامحه بعد أن غيرت نقوشه وزخارفه.
ويعبر أمامها المئات من البشر يوميا، ينظرون لها، ويتحصرون على الأماكن التراثية ببورسعيد المهملة والتي تضم قائمة كبيرة " البيت الإيطالي، سيمون أرزت، البوسطة الفرنساوي، القنصليات.... " وغيرها والتي يعتبر عمرها من عمر المدينة الباسلة، ولكن طالتها يد الإهمال والنسيان.