دبلوماسية الجنس!
إذا صح ما نشرته مجلة أمريكية حول وجود مذكرات للمخابرات الأمريكية حول الحياة الجنسية للرئيس الفرنسي ماكرون ضمن الوثائق التى تم ضبطها في منزل الرئيس الأمريكي السابق ترامب، فأن هذا يعني أن أمريكا تمارس وعلى نطاق واسع ما يمكن أن نسميه دبلوماسية الجنس مع قادة العالم.. فإن الأمر هنا لا يخص رئيسا لدولة تعتبرها الولايات المتحدة عدو لها مثل روسيا والصين، أو حتى دولة تريد إخضاعها لهيمنتها مثل دول العالم الثالث، وإنما من خضع لرقابة وتتبع المخابرات الأمريكية والتفتيش في أسرار وخفايا حياته الجنسية هو رئيس لدولة حليفة للولايات المتحدة وتربطها علاقات قوية بها..
وهذا يعنى أن حلفاء أمريكا أيضا تتجسس عليهم وتسعى لكشف أسرار حياتهم الشخصية ومن بينها أسرارهم الجنسية. وهذا يبين إلى أى مدى ذهبت المخابرات المركزيةَ في ملاحقة قادة العالم، لا تفرق بين حليف وصديق لأمريكا أو خصم وعدو لها، مما يؤكد أن المصالح وحدها هي التي تتحكم في سياسات الدول..
لكن المثير أن تقارير هذه المخابرات عن قادة الدول الأخرى فقدت سريتها عندما استهوت بعض هذه التقارير الرئيس الأمريكى السابق فقرر الاحتفاظ بها في منزله.. فمن المؤكد أن من ضبطوا هذه الوثائق لديه عند تفتيش منزله إطلعوا عليها ومن قاموا بفرزها إطلعوا أيضا، ومن يتولون التحقيق فى الواقعة اطلعوا بدورهم أيضا، ومن بين هؤلاء من سرب للمجلة الامريكية أمر وثيقة المخابرات الأمريكية عن الحياة الجنسية للرئيس الفرنسي ماكرون.. وبذلك صارت حياة الرجل الجنسية مشاعا الآن!
وإذا كان الأمر مثيرا لدرجة أن يثير خيال المتابعين له حول الحياة الجنسية لأحد زعماء أوروبا، فإنه يحض أجهزة المخابرات في كل دول العالم على أن تحكم خططها لحماية الحياة الخاصة لزعماء بلادها، ومن بينها أسرارهم الجنسية!