من وراءك؟!
عندما يقوم أحد بتوجيه نقد سياسى قولا أو كتابة يبادر البعض منا إلى توجيه السؤال الشائع وهو من يقف وراءه أو من يدعمه وحرضه على كتابة ما كتب وقول ما قال.. ورغم أن هناك بالفعل من لا يكتب أو يقول شيئا إلا بتوجيه أو تحريض من أحد، سواء من الداخل أو الخارج، إلا أنه ينبغى في كل الأحوال تناول ما يقال ويكتب بالنقاش والحوار والرد.. وهذا للأسف الشديد ما لا يحدث أو يتم تجاهله أو إغفاله!
بالطبع من المفيد معرفة المحرض لما يقال ويكتب إذا كان هناك محرض لآن ذلك يجعلنا نفهم أكثر صورة الأوضاع والأحوال السياسية التى تم تناولها فيما كتب وقيل.. لكن إخضاع ما قيل وما كتب للنقاش والفحص والتمحيص أكثر جدوى من وضع اليد على من يقف وراء صاحب القول أو الكاتب، خاصة إذا كان ما قيل وما كتب يتناول المستقبل السياسى وأخطار تتربص به.. هنا الأمر يحتاج لبحث موضوعى ردا على ما قيل وكتب يستند إلى المعلومات الصحيحة والدقيقة ويستخدم التحليل العلمى.. أما الإكتفاء بالبحث عمن يقف وراء القائل أو الكاتب فإنه لا يكفى!
نعم أنا كدارس لعلم السياسية يهمنى ويستهوينى كثيرا البحث عن الأسرار وخلفيات الأمور، لأنى أعرف أن كثير مما نشاهده على مسرح السياسة يسبقه دوما وقائع تدور خلف ستائر المسرح بين الممثلين ومن يؤدون أدوارهم، لكننى لا أتجاهل أبدا ما يدور على خشبة المسرح من تحركات وتصرفات وكلام يقال.. وأتابع باهتمام كل الوقائع التى تدور.. وأعتقد أن ذلك ما يتعين علينا أن نفعله عندما نفاجىء بكلام سياسى يقال أو يكتب، خاصة عن بلدنا، يفاجئنا صاحبه بموقف جديد له يختلف عن مواقفه السابقة له التى كانت تخلو من الانتقادات السياسية وتحرص على المبادرة بمنح التأييد السياسى المسبق لمن يعتلى الحكم أو يكون ثمة أمل في أن يعتلى الحكم.