رئيس التحرير
عصام كامل

ليبيا.. المجلس الرئاسي يدعو إلى تجنيب البلاد أتون الحرب

محمد المنفي رئيس
محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبيي

دعا المجلس الرئاسي الليبي جميع الأطراف السياسية إلى تحمل مسئولياتهم من أجل استقرار ليبيا، وتجنيب البلاد أتون أي حرب محتملة.

وأكد المجلس الرئاسي الليبي السير بخطوات ثابتة نحو الاستقرار والمصالحة الوطنية، مشددًا على عدم التفريط فيما تحقق من مكتسبات على صعيد إنهاء الانقسام السياسي وتوحيد مؤسسات البلاد.

وقال رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة: إن الهجوم على طرابلس انتهى، معلنًا عن قرارات اتخذتها حكومته أبرزها ملاحقة المتورطين في أحداث العاصمة.

تأتي هذه التصريحات، فيما تشهد العاصمةَ الليبية حاليًا هدوءًا نسبيًّا بعد اشتباكات عنيفة بين ميليشيات متناحرة أوقعت عشراتِ القتلى والجرحى.

يتزامن ذلك في غمرة دعوات دولية وإقليمية لتجنب العنف وإطلاق حوار حقيقي بين الأطراف يَنزع فتيل الأزمة العاصفة بالبلاد.

ولكن ما الذي أدى إلى اندلاع هذه الجولة من العنف وما سبب أهميتها وكيف يمكن أن تسير الأمور؟

 

كيف انقسمت ليبيا؟

ظهرت الخلافات في ليبيا قبل عشر سنوات عندما تبنَّت جماعات محلية مواقفَ مختلفة خلال ثورة ما سمي بالربيع العربي التي ساندها حلف شمال الأطلسي وأفضت إلى الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي.

خرجت محاولة من أجل الانتقال الديمقراطي عن السيطرة، إذ أقامت الجماعات المسلحة قواعد قوة محلية وتكتلت حول فصائل سياسية متنافسة وسيطرت على موارد اقتصادية.

تشكلت حكومة جديدة في طرابلس بعد اتفاق مدعوم من الأمم المتحدة في وقت اقتنص فيه تنظيم داعش موطئ قدم في ليبيا.

اتحدت الفصائل المسلحة المتنافسة التي تسيطر على غرب ليبيا بهدف دعم حكومة طرابلس في مواجهة الجيش الوطني الليبي وصدت هجومه في عام 2020 بمساعدة تركيا، مما أدى إلى وقف لإطلاق النار وعملية سلام جديدة تدعمها الأمم المتحدة.


كيف اندلعت أحدث جولات النزاع؟

أفضت عملية السلام إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بقيادة عبد الحميد الدبيبة بتفويض للإشراف على انتخابات وطنية كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر 2021، لكن لم يكن هناك اتفاق على قواعد التصويت، مما تسبب في انهيار العملية برمتها.

وفي شرق ليبيا، أعلن البرلمان أن حكومة الدبيبة غير شرعية وعين حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا، ورفض الدبيبة قرارات البرلمان وقال إنه لن يتنازل عن السلطة إلا بعد الانتخابات.

في هذه الأثناء، كانت فصائل غرب ليبيا تحاول السيطرة على طرابلس في مناوشات من حين لآخر، ورأت بعضها في باشاغا أفضل فرصة لها للصعود والتقدم.

حاول باشاغا دخول طرابلس بعد فترة وجيزة من تعيينه في مارس، لكن الفصائل الموالية للدبيبة منعت مرور موكبه، وحاول مجددًا في مايو، لكنه غادر طرابلس بعد تبادل قصير لإطلاق النار.

ومع مرور الأشهر، تغيرت معالم التحالفات والائتلافات بين فصائل طرابلس مع محاولة كل من الدبيبة وباشاغا استمالة الأطراف الرئيسية، وفي شوارع طرابلس، تكررت المناوشات بين القوات المسلحة بسبب مناطق نفوذها.

وعندما اندلع القتال بين فصيلين ليل الجمعة، بدأت الفصائل المتحالفة مع باشاغا شن ما بدا أنها هجمات منسقة في محاولة جديدة لتنصيبه في العاصمة. لكن هذه الخطوة فشلت مما ساهم في ترسيخ موقف الدبيبة على ما يبدو.

الجريدة الرسمية