أغلقوا الآذان عن رسائل الإحباط.. رسالة من "خطة النواب" للمواطنين
أكد الدكتور أيمن محسب، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن مصر نجحت على مدار السنوات الأخيرة في تخطي عدد من الأزمات من العالمية التي هددت قدرتها على استكمال خطط التنمية التى بدأتها منذ سنوات، وكان أبرزها جائحة كورونا التى وصفت وقتها بـ "الصدمة" للاقتصاد المصري، حيث تسببت في توقف مفاجىء في السياحة التى كانت تساهم في بداية الجائحة كانت تساهم بنحو بنحو 12% من إجمالي الناتج المحلي، وتوفر 10% من فرص العمل، و4% من إجمالي الناتج المحلي من الدخل بعملات أجنبية.
وأضاف: كما أدت الإجراءات الاحترازية لمكافحة إنتشار الفيروس، بما في ذلك الإغلاق العام الجزئي والقيود على طاقة استيعاب الأماكن العامة، إلى تراجع مؤقت في الأنشطة المحلية، بينما تعرضت موازنة الحكومة للضغوط لأن تباطؤ النشاط الاقتصادي أسفر عن انخفاض الإيرادات الضريبية، كما وشهدت مصر خروج تدفقات رأسمالية كبيرة تزيد على 15 مليار دولار خلال الفترة من مارس–إبريل 2020، بحثا عن الاستثمار الأمن.
وتابع عضو مجلس النواب: ولأنه من رحم المعاناة تولد المعجزات، فقد نجحت السياسات النقدية والمالية التي اتخذتها الدولة المصرية في الحفاظ على معدلات أداء الاقتصاد التي تم تحقيقها، حيث طفرة كبيرة وتحسنا ملحوظا بشهادة عدد من المؤسسات الدولية، وقد فاجئت مصر الجميع بل بتحقيق معدل نمو موجب في 2020، وذلك بفضل التعامل الرسمي المحسوب لأبعاد الأزمة.
وأكد عضو مجلس النواب، أن النجاح الأكبر للدولة المصرية في التعامل مع الجائحة، هو قدرتها على توفير شبكة حماية اجتماعية لمواطنيها من الفئات الأكثر احتياجا ومحدودي الدخل، للتخفيف من حدة التداعيات خاصة خاصة على العمالة غير المنتظمة، فقد قررت الحكومة تقليل عدد الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص، وتحسين المعاشات، وتطبيق سياسات التعلم عن بعد وغيرها من الإجراءات التى أثبتت قدرة الدولة في التعامل مع الأزمة، لتخرج منها أكثر قوة ونضجا لتواصل خطة التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وتابع: لم تكد مصر تتخطي تداعيات جائحة كورونا، فكانت الحروب الروسية الأوكرانية، التي أربكت أقوى اقتصاديات العالم، بسبب توقف خطوط الإمداد، وتراجع مصادر الطاقة العالمية والقمح، ورغم كونها أزمة عالمية، إلا أن مصر كانت من أكثر الدول تأثرا، فالسياحة المصرية تعتمد بشكل أساسي على السوقين الروسي والأوكراني، كما أن الدولتين المتحاربتان يشكلان مصدرا للقمح، وهو ما اعتقد البعض أنه سيشكل أزمة وربما لن يجد المواطن المصري البسيط رغيف العيش.
أكد عضو مجلس النواب، أن الحكومة المصرية نجحت في تأمين مخزون استراتيجي من القمح، كذلك باقى السلع الاستراتيجية، فلم تعانى مصر من اختفاء أي سلعة أساسية في الوقت الذي عانت فيه بريطانيا أزمة وقود، واختفاء السلع الاستراتيجية من الأسواق، كما انطلقت مصر في جني ثمار مشاريع الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ووضع خطط بديلة للتعامل حال استمرار الحرب.
وأوضح أن جميع دول العالم شهدت ارتفاع معدلات التضخم، فالأمر ليس قصرا على مصر، وهو أمر خارج عن الإرادة المصرية، لكن يحسب للدولة المصرية أنها في ظل هذه الأزمة يجد المواطن المصري رغيف العيش وجميع السلع الاستراتيجية وحتى الرفاهية، بالإضافة إلى مواصلة برامج الحماية الاجتماعية لمواجهة ارتفاع الأسعار، مؤكدا أن ذلك يؤكد قدرة الدولة المصرية على استقبال الأزمات والتعامل معها بمرونة، وهو ما يدعو للتفاؤل وليس التشاؤم، وأن لدينا قيادة سياسية واعية.
وشدد الدكتور أيمن محسب، على ضرورة التكاتف خلف القيادة السياسية من أجل العبور من الهزة الاقتصادية التي أصابت العالم وفي القلب منه مصر، بأقل الخسائر مثلما عبرنا أزماتنا السابقة، وغلق الباب أمام رسائل الإحباط التى يروج لها البعض، والتمسك بالأمل وقدرتنا على تخطي الأزمات، بل وتحقيق ما يراه المتشائمون مستحيلا.