تعاون اقتصادي وتنسيق سياسي.. 79 عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وموسكو
احتفت وزارة الخارجية الروسية بمرور 79 عاما على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، مؤكدة أنه في 26 أغسطس 1943، أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي السابق ومصر.
وبالرغم من المتغيرات الإقليمية والدولية التي عصفت بالنظام العالمي، إلا أن العلاقات المصرية الروسية ما زالت راسخة لكونها تستند إلى روابط تاريخية وحضارية وعلاقات الصداقة والثقة المتبادلة.
"فلاديمير بوتين"
وأثار الصعود الروسي منذ وصول الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى السلطة عام 2000، والتصميم الروسي على العودة للساحة الدولية والاستقرار السياسي والاقتصادي المتزايد في روسيا من ثقة مصر وغيرها من دول العالم في روسيا كفاعل دولي هام وشريك يُعوّل عليه سياسيًا واقتصاديًا.
ورغم التراجع النسبي في العلاقات المصرية الروسية في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 ووصول جماعة الإخوان إلى السلطة في مصر فإن ثورة 30 يونيو 2013 أعادت تصحيح مسار العلاقات بين الدولتين، وإعادة إطلاق التعاون الإستراتيجي بينهما في مختلف المجالات.
شريك أساسي
واختلفت النظرة لمصر التي أصبحت ذات ثقل في محيطها الجغرافي وعمقها الاستراتيجي، وتجسد ذلك في رؤية روسيا لها كشريك أساسي يمكن التعاون معه.
كما أن التنسيق المصري الروسي بخصوص الأزمة الليبية، ومختلف قضايا المنطقة، أضحى أكثر وضوحًا بعد ثورة 30 يونيو، حيث اتسقت الرؤى بين البلدين في مختلف القضايا، واتسمت استراتيجية البلدين بثوابت واضحة منها الحفاظ على استقلال الدول وسلامة أراضيها، ودعم المؤسسات الوطنية القائمة وعلى رأسها مؤسسات الجيش والشرطة، وتجريد العناصر الإرهابية من كل مصادر الدعم المالي أو الدعم بالأسلحة، والعمل على التوصل لحل سياسي لإدارة الصراعات التي تعاني منها المنطقة.
الدور المصري والروسي في حل الأزمة السورية
تبنت مصر سياسة واضحة في العديد من القضايا الدولية والإقليمية، وأصبحت سياستها الخارجية أكثر وضوحًا عن ذي قبل، وأكثر تطابقًا مع الموقف الروسي، من بعد ثورة 30 يونيو، الأمر الذي تأكد من خلال التصريحات المصرية والروسية على حد سواء، حيث أعلنت مصر تأييدها للدور الروسي في سوريا على لسان سامح شكري، وزير الخارجية، "المعلومات المتاحة لدينا من خلال اتصالاتنا المباشرة مع الجانب الروسي تشير إلى اهتمام روسيا بمقاومة الإرهاب والعمل على محاصرة انتشار الإرهاب، ودخول روسيا بما لديها من إمكانيات وقدرات في هذا الجهد، هو أمر نرى أنه سوف يكون له أثر في محاصرة الإرهاب في سوريا والقضاء عليه".
وتكرر تأكيد الجانبان ضرورة تفعيل آليات التعاون بينهما لاسيما فيما يتعلق باستعادة مصر لمكانتها السياحية بالنسبة للسياح الروس، فأعلنت وزارة السياحة المصرية أن الوزارة تستهدف جذب نحو 2،8 مليون سائح روسي سنويا، عبر السعي إلى الاستحواذ علي أكبر نسبة من السائحين الروس، الذين قد يغيرون وجهاتهم السياحية بعيدًا من أوربا خلال الفترة الحالية، على خلفية توتر العلاقات بين روسيا ودول الاتحاد الأوربي، والولايات المتحدة الأمريكية، جراء أزمة شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
اتفاق تجارة حرة
كما تم استئناف المشاورات الخاصة ببدء مفاوضات توقيع اتفاق تجارة حرة بين مصر ودول الاتحاد الجمركي الأورآسـيوي والذي يضم كلا من روسيا الاتحـادية وكازاخستان وروسيـا البيضـاء (بيلاروسيا) وذلك بعد توقف دام ثلاث سنوات.
كما جرت فعاليات الدورة التاسعة للجنة المصرية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني، والتي عقدت على مدى 3 أيام بالعاصمة الروسية، خلال شهر مارس 2014. وفي ختام هذا الاجتماع تم توقيع بروتوكول تعاون في مجالات التجارة، الصناع، الاستثمار، النقل، البنوك، الاتصالات، الزراعة، الجمارك، الري، البنية التحتية، البيئة، البترول، النقل.
ونمت التجارة بين مصر وروسيا بشكل كبير، من 3 مليارات دولار في عام 2013 إلى 7.6 مليارات دولار في عام 2018، مما يجعل روسيا الشريك الثالث الأكثر أهمية لمصر بعد الاتحاد الأوروبي والصين.
مفاعل الضبعة
ومؤخرا، أعلنت شركة "روساتوم" الحكومية الروسية للطاقة النووية، البدء في إنتاج معدات أول محطة مصرية للطاقة النووية في "الضبعة"، بالتزامن مع زيارة وفد مصري رفيع المستوى إلى موسكو.
وأقامت الشركة الروسية حفلًا لبدء إنتاج "الفراغات للمفاعل لوحدة الكهرباء رقم 1" لـمحطة الضبعة النووية، في موقع الإنتاج بمؤسسة كولبينو بمدينة سانت بطرسبرج، والتي تشهد تصنيع معدات مختلفة لمحطات الطاقة النووية.