القتل على الهواء!
مع وقوع كل جريمة قتل يثور الجدل الذى يلخصه الإختلاف حول إجابة هذا السؤال: هل زاد العنف وزادت حوادث القتل في البلاد أم لا؟! فهناك من يرى أن العنف زاد في المجتمع وأن حوادث القتل، خاصة العمد، زاد عددها في السنوات الاخيرة، وأن الأمر يستحق وقفة لإصلاح أحوال المجتمع وإنقاذه من هذا العنف المتزايد.. القتل على الهواء! من خلال تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى في نطاق واسع جدا لم تكن توفره الصحافة المقروءة والإعلام المرئي.
وهذا الجدل يمكن حسمه بسهولة إذا كان لدينا إحصاءات دقيقة حول جرائم العنف فى المجتمع، خاصة جرائم القتل العمد.. ومن خلال ملفات الشرطة تعد مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية تقريرا سنويا تفصيليا عن الجرائم التى وقعت في البلاد على مدار العام، وتشمل كل الجرائم بدء بالسرقة والغش والتزوير، ومرورا بالاغتصاب والتحرش وحتى جرائم استخدام العنف والقتل العمد..
لكن وزارة الداخلية منذ أواخر التسعينات من القرن الماضى توقفت عن إتاحة التقرير للصحافة والإعلام ومراكز البحث والدراسات المتخصصة واكتفت بإرسال بعض ما جاء به من بيانات حول حالة الجريمة فى البلاد، وهو ما حرم الباحثين المدققين من معلومات مهمة وهم يبحثون تطور حالة الجريمة فى المجتمع.
على كل حال إذا كان ثمة اختلاف في تقدير زيادة جرائم العنف وخاصةَ القتل في البلاد، فإنه لا مجال لهذا الاختلاف فى رصد التغير الذى حدث في أسلوب ونهج ارتكاب جرائم القتل مؤخرا.. حيث صارت هذه الجرائم ترتكب علنا وأمام الناس فى الشوارع.. هذا حدث في جرائم قتل مواطن عادى ورجل دين وطالبتين فى فترة وجيزة، وكل هذه الجرائم وثقها الناس بالصورة، أى أن جرائم القتل تتم الآن على الهواء مباشرة !